لا زال سكان العاصمة يعانون من تدني خدمات النقل بحيث تتكون حظيرة وسائل النقل الجماعي الحضري الخاصة بالجزائر العاصمة من حافلات قديمة مهترئة وأخرى زجاجها محطم وضعت لها ستائر بلاستيكية عوض الزجاج، في ظل غياب أدنى شروط السلامة والنظافة كما حول سائقو هذه الحافلات مواقف النقل إلى محطات قارة يتوقفون فيها لأزيد من عشرة دقائق رغم ارتفاع درجات الحرارة واكتظاظ هذه الحافلات غياب محطات النقل ببلديات وتأخر في أشغال إنجازها ببلديات أخرى رغم الشكاوى المتكررة لسكان بعض البلديات بغية إنجاز محطات للنقل إلا أن غياب العقار يرهن إنجازها مما يضع المواطن في ورطة بحيث يواجه مشكل النقل في جميع الفصول ويقتصر توقف الحافلات على بضعة مواقف أغلبها غير شرعية مما يتسبب في شل حركة المرور ومن بين البلديات التي تعاني من هذا المشكل " بني مسوس" "السحاولة" " درارية" "سليبة" " السويدانية" " أولاد فايت" وغيرها من البلديات التي لا زال سكانها يتخبطون في هذا المشكل بحيث ينطلقون كل يوم في رحلة بحث عن حافلة تقلهم إلى وجهتهم من أجل العمل أو قضاء مختلف حاجياتهم والسبب يعود حسب الجهات المحلية بهذه البلديات إلى نقص العقار الذي يرهن إنجاز هذا المشروع الضروري، ومن جهة أخرى تحقق هذا المشروع في بعض البلديات غير أن مشكل التأخر في الأشغال التي تدب مثل السلحفاة يبقى الحاجز أمام القضاء نهائيا على هذا النقص ومن بين البلديات التي شهدت مؤخرا إنطلاق مشاريع إنجاز أو تهيئة أو توسعة بلدية "بئر خادم" "وبراقي" إضافة إلى "الكاليتوس"" والشراقة" ويبقى المشكل الأكبر الذي يعاني منه القاطنون سواءا توفرت المحطات أو لا هو مشكل نقص الحافلات وغياب الخطوط المباشرة. نقص فادح في المواصلات والخطوط المباشرة مع انتشار المواقف الغير مرخصة تعرف جميع محطات النقل المنتشرة عبر بلديات العاصمة نقصا فادحا في وسائل النقل الحضري بحيث لا تغطي الكثافة السكانية وهو ما يستغله الناقلون الخواص الذين يعملون على ملأ حافلاتهم بأكبر عدد ممكن بالمواطنين دون أدنى مراعاة لتوفير الراحة والسلامة وتتكرر هذه الظاهرة على مدار الأيام خاصة في الفترات الصباحية وهو موعد خروج المواطنين للعمل وفي الفترات المسائية وقت انتهاء الدوام ومن بين المحطات التي تشهد هذا المشكل محطة 2 ماي بالعاصمة وتافورة درارية دويرة وغيرها وهو ما يدفع بالعديد من الأشخاص إلى الاستنجاد بسيارات الأجرة أو الكلوندستان الذي يستهدف الجيوب وبالإضافة إلى النقص في عدد المواصلات فحافلات النقل بحد ذاتها لا توفر أدنى الخدمات لمستعمليها فأغلبها قديمة ومهترئة على غرار حافلات بني مسوس الشراقة وساحة الشهداء وبدون كراسي وبدون زجاج بحيث يعوض أصحاب الحافلات الزجاج بالأكياس البلاستيكية ناهيك عن الدخان الأسود الذي ينبعث من المحركات ويشعر الركاب بالدوار والاختناق، ولا مجال للحديث عن المكيفات الهوائية التي باتت أكثر من ضرورية وهو ما يدفع بأغلب الركاب إلى التهافت على هذه الحافلات القليلة كتلك الناشطة بخط الجزائر بليدة وبواسماعيل بحيث يضطرون لانتظار دور هذه الحافلات التي يستعملها أصحابها كطعم لجلب أكبر عدد من الزبائن بحيث أصبحت عبارة " البليدة بالبراد" أو " درقانة بالبراد" من المرادفات التي تدخل قاموس القابضين في فصل الصيف، خاصة مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة و كثرة الحواجز الأمنية في إطار المخطط الأزرق ومخطط دلفين والتي باتت تتسبب في شل حركة المرور على مستوى الطرق السريعة، كما باتت المواقف الغير شرعية منتشرة بكثرة على طول الطرق حتى السريعة منها في ظل غياب الرقابة بحيث تتوقف الحافلة في أكثر من موقف مرخص وغير مرخص والأسوأ من ذلك أنها تستغرق وقتا طويلا يتعدى في الكثير من الأحيان العشرة دقائق حتى يتم تعويض الزبائن الذين نزلوا بغيرهم ذهابا وإيابا على غرار الخط الرابط ما بين تافورة أو ساحة الشهداء وعين البنيان، ولا ينطلق السائق من هذه المواقف إلا بعد احتجاج الزبائن والتلاسن معهم، ويستغرق في هذه المسافة (16 كلم) ساعة ونصف أو ساعتين في غياب أية رقابة أو نظام يزيل عن المواطنين المعاناة اليومية، ويقضي على الفوضى التي انتشرت في جميع خطوط النقل الحضري الخاص بالعاصمة بدرجات متفاوتة تعطل مصالح المواطنين وتثير أعصابهم. إضافة إلى ذلك يعتبر مشكل غياب الخطوط المباشرة في عدة محطات الشغل الشاغل للمواطن الذي يضطر إلى التنقل إلى أزيد من محطة من أجل الوصول إلى المكان الذي يرغب في التوجه إليه بحيث يتنقل سكان أولاد فايت يوميا إلى الشراقة من أجل التنقل إلى زرالدة أو بن عكنون أو تافورة. سيارات الأجرة لمن استطاع إليها سبيلا للهروب من الجو الخانق والاكتظاظ وتدني الخدمات في الحافلات يلجأ العديد من المواطنين إلى التنقل بسيارات الأجرة بحيث يتوقفون في طوابير لا منتهية في انتظار أدوارهم أو يتوقفون على الأرصفة لوقت طويل ومن المفترض أن لا يتعدى ثمن التنقل بسيارة الأجرة من ساحة الشهداء مثلا إلى ساحة أول ماي 25 دج غير أن السائقين يرفعون الثمن حسب حركة المرور فكلما كان الاختناق شديدا تضاعف الثمن في ظل غياب الرقابة كما أن البعض يضاعف الثمن بسبب استعماله للمكيف الهوائي، وبسبب نقص سيارات الأجرة يضطر العديد للاستنجاد ب" الكلوندستان" خاصة في الفترات المسائية أين تقل الحافلات ويزداد الطلب على سيارات الأجرة غير أن الثمن في أغلب الأحيان يكون مكلفا. النقل الحضري "ايتوزا" للهروب من تجاوزات الخواص في ظل الفوضى التي تطبع النقل الخاص وتجاوزات الناقلين وعدم احترامهم للركاب والقوانين يطالب العديد من السكان على مستوى عدة بلديات بتوفير النقل الحضري" ايتوزا" غير أن هذا الأخير تبقى خدماته متدنية وقليلة وحسب بعض المواطنين فإن الحافلات تستغرق وقتا طويلا في المحطات بحيث لا تنطلق من مكان توقفها إلا بعد أن تمتليء عن آخرها ناهيك عن الاكتظاظ الذي يميزها كون أن أغلب المواطنين يفضلونها عن النقل الخاص إضافة إلى ثمنها الثابت بحيث يبلغ ثمن التذكرة 20 دج،ولكن بسبب حجمها الكبير وسيرها البطيء تتسبب في شل حركة المرور مما يثير استياء أصحاب السيارات. وفي انتظار النهوض بهذا القطاع الحساس وتنظيمه يدفع المواطن فاتورة التجاوزات وخرق القوانين. سارة ب