يخلّد الصّحراويون، اليوم، الذكرى 44 لإعلان الجمهورية الصحراوية، وترجع ذكرى وضع اللبنة التأسيسية للدولة الصحراوية إلى يوم 27 فيفري 1976، حيث تمّ الإعلان عن تأسيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية من طرف البوليساريو ببئر لحلو المحررة وذلك بعد مغادرة آخر عسكري إسباني للتراب الصحراوي، وفور الإعلان عن تأسيس الجمهورية، تمّ تنصيب الحكومة الصحراوية الأولى يوم 5 مارس 1976 في ظل نقص الإمكانيات ونزوح آلاف الأشخاص الفارين من الغزو المغربي لأراضيهم، ليدخل فيما بعد الصحراويون في حرب تحريرية جديدة ضدّ المحتل الجديد، انتهت بالتوقيع سنة 1991 على اتفاق وقف إطلاق النار على أساس مخطط التسوية السلمي الأممي. وعلى الرغم من ظروف المنفى ونقص الإمكانيات، استطاع الشعب الصحراوي طيلة أربعة عقود من الزمن، بناء مؤسسات وطنية وتأطير النضال بكلّ كفاءة واقتدار بفضل تضحياته وحرصه على أهدافه السامية والنبيلة. لكن رغم مرور أزيد من عقدين على الانخراط في عملية السلام، ما زالت القضية الصحراوية بدون حل، و لا زال الصحراويون يطالبون بحقهم في تقرير المصير وكلّهم عزم على استعادة أرضهم مهما طال الزمن وثقلت التضحيات. هذا وتحتضن ولاية السمارة، فعاليات الاحتفالات بالذكرى 44 لإعلان الجمهورية الصحراوية التي انطلقت في 15 فبراير الجاري وتشمل هذه الفعاليات مختلف الأنشطة الثقافية، الاجتماعية، السياسية والرياضية، على أن تتوج اليوم بتخليد رسمي للذكرى بحضور العديد من أصدقاء الشعب الصحراوي والمتضامنين والمتعاونين القادمين من مختلف دول العالم. وبهذه المناسبة، أعرب نائب وزيرة الشؤون الخارجية لجنوب إفريقيا ألبان بوتس، عن قلق بلاده إزاء إستمرار حالة الإحتلال غير الشرعي للصحراء الغربية من قبل النظام المغربي، منذ قرابة أربعة عقود ونيف، لما يشكله من إنتهاك صارخ للقانون الدولي وتقويض لجهود المنتظم الدولي الذي تأمل بريتوريا بأن يساهم بشكل فعال ويعطي دفعة تساند الشعب الصحراوي في الحصول على حقه في تقرير المصير. عدم تعيين مبعوث شخصي غير مقبول اعتبر سفير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في الجزائر، عبد القادر طالب عمر، أمس الأربعاء، أن مماطلة الأممالمتحدة في تعيين مبعوث شخصي للأمين العام الأممي إلى الأراضي الصحراوية المحتلة، يعد «أمرا غير مقبول» ويؤثر على مصداقية المنظمة، محذرا من خطورة تداعياته على المنطقة والأمن في القارة الإفريقية عموما. وأوضح طالب عمر، أنه «لايمكن للأمم المتحدة المواصلة في تأخرها وإبقاء حالة الجمود، فالمماطلة في تعيين المبعوث الشخصي الخاص للأمين العام الأممي، خلفا لهوست كوهلر المستقيل من منصبه، يعد «أمرا غير مقبول»، متأسفا ل»كون أن الأمين العام للأمم المتحدة، أونطونيو غوتيريس، لم يتمكن من بناء روح جديدة للدفع بمسلسل السلام». فتح التمثيليات .. فقاعات إعلامية وفيما يتعلق بفتح تمثيليات دبلوماسية لعدد من الدول الإفريقية في الأراضي الصحراوية المحتلة، أكد السفير الصحراوي، عبد القادر طالب عمر، أنها لا تتعدى كونها «فقاعات إعلامية»، وأن موقف هذه الدول لا يمثل موقف دول الاتحاد الإفريقي، وعدد يبقى هامشيا أمام إجمالي 55 دولة التي تتكون منها المنظمة. وجاء ذلك بعد أن ذكر السفير بأن «عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي كانت تهدف إلى تغيير موقف هذا الأخير من الداخل، وذلك بعد العزلة التي عانى منها لسنوات بعد خروجه من منظمة الوحدة الإفريقية، والتي أيقن على إثرها بأن سياسة العزلة والكرسي الشاغر لن تخدمه». موقف إسبانيا التقليدي ردا على سؤال لوكالة الأنباء الصحراوية حول بيان صادر عن وزير الخارجية الإسباني السيدة أرانشا غونزاليس لايا تقول من خلاله إن موقف الحكومة الإسبانية من القضية الصحراوية لم يتغير، أكد محمد سالم ولد السالك، عضو الأمانة الوطنية وزير الخارجية، أن الحكومة الإسبانية الحالية «غيرت الموقف التقليدي الذي كان ثابتا بالنسبة للحكومات المتعاقبة للدولة الإسبانية منذ عام 1975 «. واعتبر ولد السالك، أن إسبانيا كانت تدعو دائما إلى «حل سياسي، سلمي، عادل ودائم يضمن حق تقرير المصير للشعب الصحراوي. ولكن كما أضاف «من المؤسف حقا، أن نرى كيف رضخت السيدة الوزيرة لايا أمام رغبة المغاربة وابتزازهم، وكيف تحولت إسبانيا إلى مدافع دائم عن الاحتلال المغربي في بروكسيل وفي أماكن أخرى دولية».