حمل الأمين العام لحزب التجديد الجزائري كمال بن سالم الأحزاب السياسية، الدولة، المجتمع والإعلام، مسؤولية عزوف المواطن على المشاركة في الانتخابات، داعيا إلى تضافر الجهود وبث الوعي والروح الوطنية للتحفيز على التقدم إلى صناديق الاقتراع. أكد الأمين العام لحزب التجديد الجزائري أن الأحزاب السياسية واجبها جدب المواطن إلى الانتخاب، من خلال القيام بعمليات التأطير، واستعادة المفهوم الرئيس للنضال، بتكوين مناضلين حقيقيين ذوي ميزات صالحة، مشيرا إلى أن هناك مدارس كونت مناضلين يلتزمون بالروح الوطنية والاحترام والإطلاع، ما يؤسس إلى تكوين نخبة حقيقية تعمل على تقديم برامج مبنية على مبادئ وأسس صحيحة ترقى لأن تكون مشروع أمة، وطالب المتحدث بتقديم مرشحين مكونين سياسيا، قادرين على تحمل المسؤولية قبل الترشح للانتخابات التشريعية، مؤكدا على ضرورة متابعة الأحزاب لمنتخبيهم وتسيطر ميثاق الأخلاق لمهنة المنتخب. ودعا كمال بن سالم إلى ضرورة تطوير الخطاب السياسي والابتعاد عن الخطابات التقليدية التي مل منها المواطن لزرع فيه روح المواطنة، وخلق لديه الوعي والمسؤولية تجاه وطنه. كما أرجع الأمين العام لحزب التجديد الجزائري عزوف المواطن على المشاركة في الانتخابات إلى تفشي الفساد المالي، وشراء الذمم والأصوات من قبل الأحزاب، خاصة من قبل المرشحين في القوائم الحرة. ولم يفوت كمال بن سالم فرصة تحميل مسؤولية العزوف للدولة، مطالبا إياها بضرورة السهر على نزاهة الانتخابات، وتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص في مختلف المجالات والميادين، مشيرا في سياق حديثه إلى أهمية الإصلاحات السياسية ودورها في التحفيز على الاقتراع. وأعاب المتحدث على دور الأسرة في عدم غرس الوعي لدى أبنائها، وإهمال الأبوين لهذا الواجب الوطني، مشيرا إلى أن التوعية تبدأ من الأسرة التي تعمل على غرس روح المواطنة في نفوس أبنائها وتحفيزهم على المشاركة في الانتخابات، وفي كل ما يخدم الجزائر. ودعا الأمين العام لحزب التجديد الجزائري وسائل الإعلام، خاصة الصحافة المكتوبة، والتي تعتبر الأكثر إقبالا من قبل المواطن للتجند والمشاركة في تحفيز الجزائريين على الاقتراب من صناديق الاقتراع، بما يخدم مصلحة الجزائر والمصلحة العامة على المصلحة الخاصة. من جهة أخرى أشار كمال بن سالم إلى الدور الذي وجب أن يلعبه رئيس البلدية في التقرب من المواطن وتلبية مطالبه خاصة فيما يخص تحقيق العدالة الإحتماعية، إلى جانب دور المجلس الشعبي الوطني الذي أكد المتحدث إن أغلبية المواطنين لا يسمعون به ولا يعرفون مهامه، مشيرا إلى مكانته في تسليط الرقابة على الحكومة والولاة. إضافة إلى ذلك أكد كمال بن سالم أن المراحل التي مرت بها الجزائر منذ أكتوبر 1988 إلى يومنا هذا، جعل من الانتخابات مهمة ثانوية بالنسبة للمواطن الجزائري، وقد حصرها المتحدث بداية بالتعددية الحزبية التي جلبت في أول الأمر شغف المواطن وحبه على الاقتراع، تلتها المرحلة الأمنية التي عصفت بالجزائر، وأدخلتها في عشرية سوداء، نجم عنها تراجعا في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، لتأتي بعدها مرحلة رد الفعل وتجند الجميع لمحاربة الإرهاب ثم مرحلة الانتصار وعودة الأمن وانهماك الجزائريين في بناء أنفسهم، لتأتي بعدها مرحلة البحبوحة المالية والانتعاش الاقتصادي الذي أطلقه رئيس الجمهورية، مؤكدا في سياق حديثه أن التأثيرات النفسية والسلبية للأزمة على الجزائريين، جعل من الانتخابات مهمة ثانوية وتكاد تكون منعدمة، سيما ما تبعه من ترويج لعملية التزوير التي تسبق كل حدث انتخابي. إلى جانب ذلك أبدى كمال بن سالم استغرابه من ظاهرة قال عنها إنها إشكالية معقدة تسود الانتخابات، فمن هم بحاجة إلى منصب عمل أو سكن لا يؤدون واجبهم حتى تتحقق مطالبهم، عكس من يعيشون في بحبوحة، حيث نجدهم أول المنتخبين. وأشار إلى أن كل جزائري معني بالمشاركة، لأن الكل سيستفيد من التغيير، مؤكدا أن الرجل المناسب في المكان المناسب لبث الوعي والروح الوطنية بالقضاء على الرشوة والمحسوبية.