اعتبر، أمس، الأمين العام لحزب التجديد الجزائري، السيد كمال بن سالم، أن مشكل عزوف المواطنين وعدم إقبالهم على التصويت والمشاركة في العملية الانتخابية هي مسؤولية مشتركة بين الأحزاب والسلطة ووسائل الإعلام والشعب، مضيفا أن معظم الدول بما فيها العريقة في الديمقراطية تعاني من هذا المشكل. وقدم السيد بن سالم خلال ندوة بعنوان ''التشريعيات القادمة.. أي دور للأحزاب في تحفيز المواطن على المشاركة''، التي احتضنها مركز الشعب للدراسات الاستراتيجية، الشروط الضرورية التي يراها حزبه حلولا لإقناع المواطنين بالمشاركة في تشريعيات 10 ماي القادم لخصها - المتحدث - في عدة نقاط قال إنه يجب تطبيقها من قبل الأحزاب السياسية والسلطة و وسائل الإعلام وكذا الشعب. واستهل بن سالم الندوة بالحديث عن دور الأحزاب السياسية، حيث طالبها بضرورة جلب المواطنين للمشاركة في النضال السياسي وتكوين نخبة سياسية تكون بمثابة المثال الحي وكذا ضرورة تطوير الخطاب السياسي والابتعاد عن الخطابات التقليدية الشعبوية وزرع الروح الوطنية والوعي السياسي لدى المواطنين والدفاع عن المصلحة العليا للبلاد. كما اعتبر بن سالم أن تقديم مرشحين مكونين سياسيا وذوي كفاءة ونزاهة من العوامل الواجب اتخاذها من قبل الأحزاب السياسية لدفع المواطنين نحو مكاتب الاقتراع لتزكيتهم.وبخصوص دور السلطة؛ اعتبر بن سالم أن السهر على نزاهة العملية الانتخابية وتطمين الناخبين بعدم تغيير إرادتهم من شأنهما دفع المواطنين للمشاركة في هذه التشريعيات، كما اعتبر المتحدث أن لوسائل الإعلام مسؤولية كبيرة نظرا لما اعتبره المتحدث بحجم مقروئية الصحافة المكتوبة في الجزائر مطالبا بالابتعاد عن التهويل وتضخيم الأمور، وبالنسبة لوسائل الإعلام الثقيلة طالب المتحدث بضرورة انفتاحها على جميع التشكيلات السياسية وعقد موائد مستديرة يحضرها مختصون في علم الاجتماع لدعوة المواطنين إلى عدم العزوف، كما دعا إلى إعادة النظر في الحملات التحسيسية والإشهارية التي تدعو المواطنين إلى المشاركة في الانتخابات، حيث اعتبر بن سالم أنها حملات تنفيرية أكثر منها تحفيزية بالنسبة للمواطن. وأوضح منشط الندوة أن المشاركة الواسعة تضمن شفافية ونزاهة الانتخابات إذا أراد المواطن التغيير وتقوية مؤسسات الدولة والقضاء على الفساد والمحسوبية والرشوة والبيروقراطية وهذا من خلال اختيار الأحسن والأكثر كفاءة من بين مرشحي الأحزاب. كما تساءل الأمين العام لحزب التجديد عن سبب ضعف المشاركة في المدن الكبرى، رغم أن الإمكانيات أكبر مقارنة بالمشاركة في الولايات الداخلية التي تعرف نسبا كبيرة، رغم أن الحرمان أكبر، على حد تعبيره. وفي رده على أسئلة الصحفيين؛ اعتبر بن سالم أنه حان الوقت لكشف حقيقة الأحزاب السياسية في الجزائر التي اتهمها بالمزايدة والكذب على المواطنين. وبخصوص حسم الانتخابات التي تدعيه بعض الأحزاب؛ رد المتحدث أن حزبه لو شك في أن التشريعيات قد حسمت لجمع مكتبه الوطني وانسحب من المشاركة في الانتخابات القادمة، وأضاف المتحدث أن إصلاحات رئيس الجمهورية صادقة، كما أن تكليف القضاة بمراقبة التشريعيات القادمة ومشاركة ممثلي الأحزاب السياسية في اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات واعتماد الصناديق الشفافة ودعوة المراقبين الدوليين كلها عوامل مشجعة دفعت حزبه للمشاركة في الاستحقاقات القادمة.