يشرف، اليوم الخميس، رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة على الاحتفالات المزدوجة المتعلقة بالذكرى ال56 لتأسيس الإتحاد العام للعمال الجزائريين وال41 لتأميم المحروقات، بالمنطقة الصناعية آرزيو بولاية وهران على اعتبار أنها محطة تاريخية حاسمة في مسار بناء الجزائر، وتأتي في إطار حرص رئيس الجمهورية على إيلاء أهمية كبيرة بعالم الشغل لكسب رهانات التنمية التي نخوض معركتها في الوقت الراهن، أمام تحديات تنويع مصادر الاقتصاد الوطني كبديل لثروة النفط التي ستنضب وفي ظل الأزمة المالية العالمية الخانقة. يقاسم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، الطبقة الشغيلة وعمال وإطارات سوناطراك بوجه خاص والجزائريين بوجه عام احتفاءات إحدى أهم الانتصارات والمكاسب التي حققتها الجزائر في مسيرتها النضالية التي تواصلت بعد استقلالها وافتكاك حريتها، في وقت لا تفصلنا فيه عن ذكرى خمسينية الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية سوى أشهر قليلة. ومن دون شك، فإن السيد الرئيس خلال هذه الذكرى المفصلية التي رفع فيها الجزائريون تحدي تأميم المحروقات بإمكانيات بسيطة وإطارات شابة، لن يبخل بتوجيهاته لشحذ الهمم وطرح التصورات الصائبة النابعة عن خبرته الكبيرة وحنكة المتمرس، لما تتطلبه مقتضيات المرحلة المقبلة، في وقت يتابع فيه بشكل دقيق وعن قرب تنفيذ البرامج الاستثمارية الضخمة المسطرة والتي يعوّل عليها أن تكون أرضية صلبة بترقية الاقتصاد الوطني الذي يتطلب تحولا استراتيجيا تنتهي فيه مرحلة الاتكال على ما تدره ثروة النفط، وبعث الحيوية في قطاعات مازالت خام تنتظر من يستغلها وينفث فيها الروح على غرار الفلاحة والسياحة التي تتصدر الأولويات. ومازال رئيس الجمهورية يضع ثقته الكبيرة في فئة الشباب لخوض معركة تنموية حقيقية تغير موازين الارتكاز على الثروة السوداء أهمها التسهيلات الكبيرة المدرجة في مجال إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وإلحاحه على استغلال طاقات الكفاءات الشبانية لأنه على قناعة كبيرة في قدرة الشباب الجزائري على إرساء صناعة حساسة وتكنولوجيا جد متطورة. وتأتي تشديدات رئيس الجمهورية في كل مرة حول تذكير الجزائريين بأن الإقلاع التنموي لن يتحقق إلا بسواعد وغيرة جميع الجزائريين، ونفس الغيرة التي حملها جيل الشهداء والمجاهدين، حرصا منه على بعثها من جديد. ويظل اهتمام السيد الرئيس جد قريب من الطبقة الشغيلة فلا يفوت فرصة إلا ويتخذ إجراءات تاريخية حاسمة من أجل تحسين القدرة الشرائية للعمال والموظفين وكذا المتقاعدين، فالعديد من القمم الثلاثية خاصة الاجتماعية الأخيرة انعقدت بأمر منه بهدف معالجة العديد من الملفات، لكنه يؤمن بأنها لن تكون فعلية وقراراتها فعلية إلا من خلال الحوار بين الشريكين الاجتماعي والاقتصادي والحكومة ولا يخفى على أحد أن الجزائريين انجذبوا بشدة في آخر رسالة لرئيس الجمهورية عندما قال «.. إن المحروقات والموارد المالية التي تدرها على البلاد كانت إلى حد الآن وستبقى مسخرة لتحقيق الرخاء لكافة الشعب الجزائري. ومن المؤكد أنها أسهمت إلى يومنا هذا في تمويل منجزات كبرى كانت انعكاسا لما يحدو أمتنا من همة وإقدام..». فضيلة/ ب