تعيش الرياضة النسوية في الجزائر عامة، نتائج مميزة وأخرى متوسطة، أين نجد اختصاصات تسير في الطريق الصحيح والإيجابي، في حين تبقى تعاني أخرى، وبهذا الصدد أردنا أن نقترب من السيدة ليندة ميكاشار، نائبة مدير مكلفة بترقية الرياضة النسوية، على مستوى وزارة الشباب والرياضة، من أجل معرفة أكثر تفاصيل عن هذا الموضوع. وكشفت لنا السيدة ميكاشار على أن الأمور تسير في الطريق الصحيح بعد مرور سنة على إنشاء هذه المديرية، وذلك راجع إلى النتائج المسجلة بعد عملية الإحصاء التي أعطت فكرة واضحة على التطور الذي تعرفه بعض الاختصاصات، في حين سجل ركود في رياضات أخرى، خاصة الجماعية، وهذا راجع إلى المشاكل المادية، حسب ميكاشار، «سجلنا تحسنا ملحوظا في بعض الرياضات، ولكن تبقى أخرى تعيش الركود بسبب نقص الدعم المادي والممولين بصفة خاصة»، وقالت أيضا «في حين يبقى السبب المباشر هو اعطاء أهمية أكثر لهذه الرياضات عند الذكور بالنسبة لبعض النوادي، ما أدى إلى تراجع الاهتمام بالرياضة النسوية». كما أضافت لنا محدثتنا أن هناك تذبذبا في نسبة هذا التطور بين الولايات، فهناك جهات تشجع الرياضة النسوية على غرار ولاية بجاية التي تبقى الممول الأولى للمنتخبات في اختصاص الكرة الطائرة، وقسنطينة في كرة اليد، إضافة إلى الجزائر العاصمة. ومع ذلك، فإن الرياضة النسوية في تطور مستمر في قول ميكاشار، رغم المشاكل التي ذكرتها، إلا أن الرياضة النسوية في الجزائر تعرف تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، وذلك راجع إلى إنشاء جمعيات رياضية تدعم هذا المجال. وأرجعت ذلك إلى التحسيس الذي تقوم به هذه الجمعيات والتوعية التي ساعدت على جلب عدد كبير من اللاعبات إلى الميدان الرياضي وبرهن على ذلك بالنتائج الرائعة التي حققها المنتخب الوطني لكرة القدم في ألعاب مابوتو مؤخرا. كما تم تسجيل إنخراط جيد في الرياضات القتالية والفردية بصفة عامة، وبهذا أصبح للجزائر مكانة دولية، خاصة في الجيدو، بدليل أننا نملك الميدالية البرونزية الأولى على المستوى الأولمبي بفضل صورية حداد. في حين أن الألعاب العربية التي جرت بالدوحة، أكدت الاستفاقة النوعية عند الإناث، وهذا مازاد من اهتمام المختصين والمشرفين على الرياضة في بلادنا لمضاعفة اهتمامهم بالجانب النسوي أكثر مما كان عليه سابقا. لكن أكدت ميكاشار أنه يجب أن يساهم الأولياء في تشجيع بناتهم على ممارسة الرياضة، لأنها مفيدة لهن، في قولها: هناك عقد من طرف الأولياء، ولهذا فهم يضعون الحواجز في وجه بناتهم من أجل التركيز على الدراسة والابتعاد عن الرياضة، خاصة في المناطق الداخلية والصحراوية، ولهذا فأنا أجد بأن تفكيرهم خاطئ، ونحن نحاول القضاء على هذه الظاهرة. سطرنا برنامجا مكثفا أما فيما يخص البرنامج المسطر من طرف الوزارة، كشفت لنا محدثتنا أن هناك برنامجا خاصا بالتحسيس والتوعية على المدى الطويل والهدف منه، هو اعطاء دفع جديد لكل الرياضات النسوية لرفع عدد المنخرطات في التخصصات الموجودة، وذلك وفق استراتيجية مدروسة، أين أكدت أن البنت الجزائرية، أصبحت لها مكانة ممتازة في الرياضة، وخاصة منها الجماعية، على غرار كرة اليد بدليل تأهل المنتخب إلى البطولة العالمية بإسبانيا، وكذا فريق الكرة الطائرة الذي تأهل إلى الأولمبياد، إضافة إلى ألعاب القوى والسباحة وغيرها... أما عن النشاطات التي ستبرمج في المستقبل، قالت: نحن نحاول أن ننظم نشاطات رياضية وتحسيسية في الولايات التي تعرف الركود وتراجع في المستوى، وهناك جمعيات على مستوى كل الولايات، مهمتها ترقية الرياضة النسوية ودورها الدعم المالي والمعنوي من أجل الوصول إلى المبتغى. وأضافت: هناك يوم إعلامي في عين الدفلى، وذلك بمناسبة احتضانها للبطولة المغاربية لكرة القدم في الأيام القادمة، ولهذا فنحن سنستغل الفرصة من أجل إعطاء فكرة أكثر عن أهمية ممارسة الرياضة. وللإشارة، فإن هذا الموعد هو مسطر من طرف المديرية الرياضية بالوزارة وسيخص دور الإعلام في إيصال الفكرة عن الرياضة النسوية. أتمنى النجاح لممثلاتنا في أولمبياد لندن كما أعربت ميكاشار عن سعادتها الكبيرة بتأهل المنتخب الوطني للكرة الطائرة إلى الألعاب الأولمبية التي ستحتضنها لندن الصائفة المقبلة، بما أنها كانت لاعبة في الاختصاص، إضافة إلى أنه ثاني تأهل في تاريخ الجزائر، كما تمنت نجاح حداد في الجيدو وتحسين تصنيفها من البرونز إلى الذهب، بما أنها تملك إمكانيات كبيرة حسب ميكاشار وبهذا، فإن تواجد ثلاثة أصناف من المشاركة النسوية، في هذه الدورة، إضافة إلى اختصاص التجذيف، فهذا يعتبر جد إيجابي للمرأة الجزائرية في انتظار تأهلات أخرى في الرياضات التي مازالت لم تتأهل بعد.. بما أن هناك إقصائيات أخرى لم تجر بعد قبل الموعد الأولمبي. وأكدت ميكاشار في قولها: «الوزارة وضعت كل الإمكانيات تحت تصرف المتأهلين من أجل التحضير الجيد والعودة بنتائج إيجابية تشرف الجزائر والرياضة النسوية بصفة خاصة». وبالتالي، نفهم من هذا التصريح الذي أدلت به لنا السيدة ميكاشار، أن السلطات العمومية، تهتم بشكل كبير بالرياضة النسوية من أجل اللحاق بركب الدول المتطورة في هذا المجال.