لم تتمكن الرياضات الجزائرية المشاركة في الألعاب الإفريقية التي أسدل الستار عليها أول أمس ب''مابوتو'' عاصمة الموزمبيق من تحقيق الهدف المسطر من طرف وزارة الشباب والرياضة التي راهنت على 32 ميدالية ذهبية بعد انسحاب العداءة زهرة بوراس من المنافسة بسبب إصابتها في البطولة العالمية، في حين تحصلت الجزائر على 22 ميدالية فقط. هذه الحصيلة النهائية أكدت تألق بعض الرياضات التي أظهرت كفاءتها أمثال أم الرياضات ألعاب القوى، الملاكمة، الكاراتي-دو، الجيدو، الكرة الطائرة (سيدات)، فيما تعذر على كرة اليد انتزاع الذهب واكتفت بالوصول للدور النهائي، أما بقية الرياضات فلم تتمكن من تحقيق الأهداف المسطرة قبل انطلاق المنافسة وعرفت تراجعا ملحوظا بسبب المستوى الضعيف الذي ظهرت به أمام الدول المنافسة. وعقب انتهاء هذا الموعد القاري تقربت ''المساء'' من بعض المسؤولين الرياضيين من أجل إعطاء بعض التفسيرات حول المشاركة الجزائرية في موعد ''مابوتو''. وحقق القفاز الجزائري نتيجة إيجابية بتربعه على العرش القاري، حيث تحصل الفريق الوطني على ثلاث ذهبيات بفضل بن شبلة وبلودينات وكمال رحماني وأربع فضيات من صنع فليسي وإبراهيمي وبن عزيز وقدوس. هذه النتيجة اعتبرها الناخب الوطني عز الدين عقون طيبة لأن ''الخضر'' حققوا الهدف بانتزاع ثلاثة ذهبيات، علما أن الفريق الوطني كان مقسما بين الفريق الأول والثاني أي أن المشاركة الجزائرية لم تقتصر على الأسماء التي لها سمعة أمثال بن شبلة ورحماني وبلودينات، بل دخلت رياضة الفن النبيل الجزائرية بعناصر جديدة تفتقر للخبرة لكنها مثلت الألوان الوطنية أحسن تمثيل. وأوضح السيد عقون أن الملاكمة الجزائرية تسير من الحسن إلى الأحسن وأثبتت علو كعبها في مختلف المنافسات على أمل أن تصل إلى المستوى العالمي من خلال التألق في بطولة العالم المقررة بأذربيجان والتأهل إلى أولمبياد لندن 2012 عن جدارة واستحقاق. وخلافا لما كان متوقعا وبعد تراجع مستوى رياضة ألعاب القوى في المنافسات الماضية والركود الذي كانت تعاني منه، تمكنت ''أم الرياضات'' الجزائرية من إثراء السجل الذهبي بإضافة 15 ميدالية ذهبية في مختلف الاختصاصات في الموزمبيق آخرها كانت من صنع رياضة المعاقين (400م حواجز) تحصل عليها كل من حميد سفيان والعداء عبد الرحمان حمادي أمام ممثلي الموزمبيق وكينيا وباية رحولي التي استعادت ميداليتها الذهبية في القفز الثلاثي في آخر يوم من المنافسة. واعتبر المدير الفني أحمد بوبريط هذه النتيجة جيدة بالرغم من الصعوبات التي واجهت الفريق الوطني بالموزمبيق بسبب سوء التنظيم بدليل الخطأ الذي قام به طاقم التحكيم والذي كلف العداءة باية رحولي إعادة المنافسة. وكعادته الكاراتي الجزائري تمكن من كتابة أحرفه من ذهب بتحقيقه عشر ميداليات مختلفة المعادن، ثلاثة منها من المعدن النفيس حملت توقيع كل من عبد الكريم بوعمارية (كوميتي -60 كلغ) وإلهام جودي (كوميتي -60 كلغ) في الفردي ،فيما عادت الذهبية الثالثة عادت لكل من بوعبوب وليد (-75 كلغ) وعبد القادر زهيرة (-68 كلغ) وحماديني مسيسبا (+84 كلغ) وجعفر إسلام الدين في الكاتا حسب الفرق. وقال رئيس الاتحادية الجزائرية للكاراتي- دو أبوبكر مخفي إن هذه النتيجة تعد الأفضل في تاريخ اللعبة، مضيفا أن الهدف المسطر قد تم تحقيقه بشكل كبير: ''الكاراتي الجزائري تألق في مابوتو وظهر بصورة جيدة باعتلاءه منصة التتويج ليبقى هدفنا الآن هو إعطاء وجه حسن في بطولتي العالم بباريس سنة 2012 وألمانيا سنة 2014 في انتظار تنظيم الجزائر للبطولة العربية في ماي 2012 والبطولة المتوسطية سنة .''2014 من جهته، حقق الجيدو الجزائري الهدف بانتزاعه لأربع ميداليات ذهبية قال عنها مدير الفرق الوطنية بوطبشة إنها حققت المبتغى بوصول 7 مصارعين إلى الدور النهائي يعد في حد ذاته إنجازا''. وعلى نفس الخطى سارت شبلات الكرة الطائرة الجزائرية اللواتي تألقن في الحدث القاري وفزن بالميدالية الذهبية عقب فوزهن على الكاميرونيات في الدور النهائي ليؤكدن بذلك أنهن الأحسن على المستوى القاري. بالمقابل، عجزت السباحة الجزائرية في تحقيق الذهب مثلما وضعت في تكهنها، حيث كانت تنوي تحقيق ثلاثة ذهبيات لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن واكتفت بحصد أربع فضيات وتسعة برونزيات وفسر رئيس الهيئة الفيدرالية الياس كباب الأمر بصعوبة المهمة أمام أسماء كبيرة كانت تنافس الجزائر ويتعلق الأمر بجنوب إفريقيا التي حصدت 29 ذهبية دون منازع وتونس صاحبة المركز الثاني. نفس الشيء بالنسبة لرياضات الشطرنج والملاحة الشراعية والكانوي كياك التي فشل رياضيوها في تأدية مهمتهم كما ينبغي.