التأمت أمس، جولة جديدة من المفاوضات التمهيدية بين جبهة البوليزاريو، والمملكة المغربية، طرفي النزاع حول الصحراء الغربية، بمنتجع «غرين تري» قرب نيويورك بالولايات المتحدةالأمريكية، بعد أكثر من ستة أشهر على تعليقها، بسبب التأجيل المغربي وكانت آخر جولة للمفاوضات عقدت شهر جويلية الماضي دون أن تسفر عن أي تقدم. وتعد هذه تاسع جولة من المفاوضات التمهيدية بين طرفي النزاع في الصحراء الغربية التي تجري تحت إشراف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس وبحضور وفدي البلدين المراقبين الجزائر وموريتانيا. ويأتي تنظيم هذه الجولة، في ظرف إقليمي وعربي مميز، طبعته الثورات العربية التي أطاحت بأنظمة ورؤساء وملوك، في كل من تونس، مصر وليبيا وعجلت بتنظيم انتخابات تشريعية في المغرب وهي الانتخابات التي أفرزت حكومة جديدة شعبية، يراهن عليها في إذابة الجليد على القضية الصحراوية، بعد أن تسلمت ملفها من القصر الملكي الذي ظل محتكرا لها منذ انطلاق المفاوضات بين طرفي النزاع سنة 2007. وكان كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، والمشرف على هذه المفاوضات، قد أبدى تفاؤله بشأن هذه الجولة الجديدة من المفاوضات، حيث توقع أن يدفع زخم ''الربيع العربي''، وغيره من الأحداث التي شهدتها المنطقة، كلا من المغرب وجبهة البوليزاريو لبدء مفاوضات أكثر جدية لحل النزاع، معتبرا أن ''الربيع العربي''، والعمليات الانتخابية التي تشهدها المنطقة، يمكن أن تؤدي بالأطراف لأن تبدي التزاما أكثر موضوعية، وأن تدفع الجهات الإقليمية والدولية الفاعلة لتكون أكثر نشاطا في السعي إلى إيجاد حل نهائي للنزاع. بالموازاة مع ذلك، يأتي انعقاد هذه الجولة الجديدة من المفاوضات بعد مصادقة الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 12 سبتمبر الماضي على قرار يجدد دعم المنظمة الأممية لمسلسل المفاوضات حول الصحراء الغربية، ودعوتها «كافة الأطراف وبلدان المنطقة إلى التعاون بشكل كامل مع الأمين العام ومبعوثه الشخصي، وفيما بينها»، وتأكيدها بأن القضية الصحراوية تظل مسألة تصفية استعمار ينبغي حلها في إطار تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حق تقرير المصير. ولم تتمكن الجولات الثمانية من المفاوضات السابقة من التوصل إلى حل، بسبب إصرار المغرب على الرؤية الأحادية لحل النزاع، وتمسكها بالحكم الذاتي لإنهاء الصراع، ضاربة عرض حائط قرارات الأممالمتحدة الداعمة لمسلسل المفاوضات، والمساندة لحل سياسي يحتكم إلى إرادة السكان حول مستقبل الإقليم من خلال تنظيم استفتاء حر ونزيه. وشددت جبهة البوليزاريو، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، في أكثر من مناسبة على ضرورة إعطاء الفرصة للشعب الصحراوي حتى يقرر مصيره في كنف الحرية واحترام حقوق الإنسان كما أكدت تعاونها مع جهود الأممالمتحدة ومبعوثها الشخصي في المنطقة من أجل ممارسة حق تقرير المصير وكفالة احترام حقوق الإنسان وحرية التعبير.