غيّب الموت، مساء الأحد الماضي، نورالدين زيدوني، المكوِّن والفنان وأستاذ السينوغرافيا بالمعهد الوطني لمهن فنون العرض والسمعي البصري ببرج الكيفان. وذلك بعد صراع مع فيروس كورونا المستجد كوفيد-19. وقاوم زيدوني المرض وقضى أياما في العناية المركزة، قبل أن يفارق الحياة، ليكون أوّل فنان في المنطقة العربية يرحل بسبب الفيروس. وأحدثت هذه الفاجعة شعورا بالأسى في الأوساط الفنية والمسرحية. نورالدين زيدوني خرّيج المدرسة العليا للفنون الجميلة، التي التحق بسلك التدريس بها، قبل أن يدرّس فن السينوغرافيا بالمعهد الوطني لمهن فنون العرض والسمعي البصري ببرج الكيفان مطلع تسعينيات القرن الماضي. وإلى جانب مساره كأستاذ، شارك الفقيد كسينوغرافي في أعمال مسرحية عديدة، كما نشط دورات تكوينية في مجال تخصّصه. وتوالت رسائل التعازي التي وجهها الفنانون ومختلف المؤسسات الثقافية لعائلة الفقيد. ومن بينهم محمد يحياوي، المدير العام للمسرح الوطني الجزائري، الذي تقدم للأسرة الفنية في فقيدهم، بعد هذا المصاب الجلل، الذي تلقت أسرة المسرح الوطني الجزائري نبأه ببالغ الحزن والأسى. وفي نفس الاتجاه سار مسرح العلمة الجهوي، أما مسرح سكيكدة الجهوي فذكّر بأن المرحوم أشرف على تأطير ورشة تكوينية بالمسرح الجهوي سكيكدة سنة 2013، في صناعة القناع ومبادئ الفن التشكيلي والسينوغرافيا، وأرفق ذلك ببعض الصور من الورشة. من جهة أخرى، تناقلت العديد من وسائل الإعلام العربية نبأ وفاة زيدوني، باعتباره أول فنان في المنطقة العربية يتوفّى بفيروس كورونا المستجدّ. د.بوخليفة: «فقدنا مكوّنا مثقفا وفنانا مبدعا» وفي تصريح ل «الشعب»، تحدث الأكاديمي والمسرحي الدكتور حبيب بوخليفة، زميل المرحوم وصديقه، عن ظروف لقائهما، حيث قال: «أعرف الصديق الأستاذ زيدوني نورالدين منذ ما يتجاوز ربع قرن، عندما طلبت منه أن يقوم باقتراح رؤية سينوغرافية لمسرحية «السلطان الحائر» التي كنت بصدد إخراجها بالمسرح الوطني الجزائري، وهذا كان في بداية العشرية السوداء». وأضاف: «شاءت الأقدار والظروف أن لا نستمر حينها في العمل الفني المشترك لأسباب أمنية، ومنذ ذلك الوقت ونحن على اتصال، إلى غاية أن وافته المهنية بقدر من الله سبحانه وتعالى.. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه الصبر والسلوان».