يتجه المؤتمر ال11 للمنظمة الوطنية للمجاهدين، المنعقد منذ أمس بقصر الأمم نادي الصنوبر بالعاصمة، بمشاركة 1200 مندوب ممثلين لمختلف الولايات إلى تبني مقترح يقضي بإنشاء مجلس أعلى للذاكرة، في خطوة لحماية تاريخ الثورة التحريرية من الاندثار، وتطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة التي ألح من خلالها في كل مرة على إيلاء الأهمية لهذا الأمر. ونقلت مصادر من داخل المؤتمر، ل ''الشعب'' أن، من بين المقترحات المطروحة على أشغال هذه الدورة، إنشاء مجلس أعلى للذاكرة، وكذا إنشاء قناة تلفزيونية أو إذاعية تهتم بالجانب التاريخي والثقافي للجزائر. وأبدى العديد من المشاركين، في تصريحاتهم للشعب، تخوفهم من عدم كتابة تاريخ ثورة أول نوفمبر، خاصة أمام رحيل الكثير من المجاهدين، وإصابة البعض الآخر بأمراض، أضعفت ذاكرتهم، مما بات يرهن عملية تسجيل شهاداتهم التاريخية، ويؤجل كتابتها إلى سنوات أخرى. وتحدث، يوسف الخطيب رئيس مؤسسة ذاكرة الولاية الرابعة، عن ضرورة تحرك منظمة المجاهدين، أوالوزارة الوصية بشكل سريع يسمح بحماية، الشهادات الحية المتبقية، من الزوال والاندثار، وطالب بتعميم تجربة مؤسسته التي بدأها على مستوى 9 ولايات إدارية تقع بإقليم الولاية الرابعة التاريخية، إلى الولايات التاريخية الأخرى، وهي التجربة التي سمحت بجمع 6 آلاف تسجيل من مجاهدين من ولايات الشلف، تيارت، بومرداس، عين الدفلى، البليدة، تيبازة، البويرة والعاصمة. وأشار الخطيب، أن من بين الواجبات التي بقيت ملقاة على عاتق المجاهدين، كتابة التاريخ كتابة صحيحة، ودون أخطاء، لتمكين جيل الاستقلال من قراءتها والإطلاع عليها. وشدد رئيس مؤسسة الذاكرة الرابعة على ضرورة تحسيس المجاهدين، بأهمية هذا المسعى، لأنه يوجد من يجهل دور المنظمة، ووزارة المجاهدين. من جهته، المجاهد سعيد بقطاش، اعترف بصعوبة المهمة، كون أن المجاهد لا يستطيع كتابة التاريخ، وإنما منح مواد تسهل ذلك، موضحا أن مهمة كتابة التاريخ مسؤولية تقع على المؤرخين، الذين هم مطالبون اليوم بالانطلاق في العملية حتى يستطيع أبناء الاستقلال قراءة التاريخ الجزائري. وتأسّف ذات المتحدث، عن التزام بعض المجاهدين والمسؤولين الصمت إزاء التاريخ الجزائري، في وقت يتحدث عليه الأجانب في قنواتهم الإعلامية. ورأى الحاج روان عضو المجلس الوطني بالمنظمة الوطنية للمجاهدين أن الحديث عن تاريخ الجزائر، والاهتمام به، مهم في الظرف الحالي المتميز بتصاعد الحملات الشرسة ضد الجزائر، من طرف دول أجنبية من بينها فرنسا التي منعت إحياء تظاهرات تخلد احتفالات عيد النصر، والاستقلال في ذكراه الخمسين. أما المجاهد صالح قوجيل، فتأسف لعدم تحرك السلطات المعنية، لإنقاذ شهادات المجاهدين من الضياع، خاصة أمام إصابة الكثير منهم بالمرض، ورحيل البعض الآخر، موضحا أن برحيل أحدهم يعني ضياع صفحة من تاريخ الجزائر. وأعرب عن أمله في أن تأخذ المنظمة، ووزارة المجاهدين بعين الاعتبار توجيهات رئيس الجمهورية التي تضمنتها الرسالة الموجهة لأشغال المؤتمر عشية انعقاده، لسد الثغرات الموجودة، ''لأنه آن الوقت حتى ندقق في الأمور المتعلقة بالجانب التاريخي''.
40 خلية بحث لكتابة تاريخ الثورة قال وزير المجاهدين، محمد شريف عباس، أمس أن مصالحه اتخذت عدة إجراءات في إطار حماية وكتابة تاريخ الثورة التحريرية. وأوضح شريف عباس، في تصريح ل''الشعب'' على هامش المؤتمر ال11 لمنظمة الوطنية للمجاهدين، أن هناك إجراءات كثيرة لكتابة تاريخ الثورة، من بينها تنصيب مؤسسات أوكلت إليها هذه المهمة، في مقدمتها المركز الوطني للدراسات والبحث، كما يوجد 40 خلية بحث، تقوم في كل ثلاث أوأربع سنوات بتناول مواضيع وعنواين تخص الثورة، وتقيم أطروحات تكون قاعدة للمؤرخين ومرجعية لهم. تجدر، الإشارة إلى أن أشغال المؤتمر ال11 للمنظمة الوطنية للمجاهدين، تتواصل اليوم بفتح مناقشة عامة تتبع بالمصادقة على لوائح المؤتمر وانتخاب أعضاء المجلس الوطني للمنظمة. وينتظر استنادا إلى مصادر من داخل المؤتمر، مناقشة اقتراحا يقضي بتقليص عدد أعضاء المجلس الوطني إلى حدود 180 عضو، بدل 326 عضو المعمول به حاليا.