للصحة العسكرية خبرة وجاهزة لتقديم السند للمستشفيات بغرض المتابعة الميدانية لتنفيذ التدابير المتخذة في إطار مكافحة فيروس، قام اللواء السعيد شنڤريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة، أمس، بزيارة عمل وتفقد إلى الناحية العسكرية الأولى بالبليدة، حيث وقف، بعد مراسم الاستقبال، وقفة ترحم على روح الشهيد البطل «أمحمد بوڤرة»، قائد الولاية التاريخية الرابعة، والذي يحمل مقر قيادة الناحية اسمه، حيث وضع إكليلا من الزهور أمام المعلم التذكاري المخلد له وتلا فاتحة الكتاب على روحه وعلى أرواح الشهداء الأبرار. استهل اللواء، زيارته، مرفوقا باللواء علي سيدان، قائد الناحية العسكرية الأولى واللواء عبد القادر بن جلول، المدير المركزي لمصالح الصحة العسكرية، من المركز الجهوي الطبي الجراحي بالبليدة، حيث وقف بمركز العزل الصحي، على مختلف الإجراءات المتخذة للتكفل بالأفراد العسكريين المصابين بالفيروس، وكذا التدابير الاحترازية لحماية الطاقم الطبي العامل في الصفوف الأولى والمحتك مباشرة بالمرضى، مسديا لمختلف الإطارات والمسؤولين، التعليمات والتوجيهات الرامية إلى التصدي الفاعل لهذا الوباء والحيلولة دون انتشاره في صفوف الجيش الوطني الشعبي، علاوة على اتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على جاهزية الوحدات والقوات في أعلى مستوياتها. المستشفى العسكري الجهوي الجامعي... وتيرة إنجاز في تقدم كما قام اللواء بتفقد المستشفى العسكري الجهوي الجامعي، في طور الإنجاز، والذي تعرف أشغاله نسبة تقدم معتبرة، مسديا تعليمات وتوجيهات للمسؤولين الجهويين، لاسيما القائمين على المنشآت العسكرية، بضرورة احترام آجال الإنجاز وكذا السهر على نوعية الأشغال، لأنّ الأمر يتعلق بمنشأة صحية من الطراز الأول، وتستجيب للمعايير الدولية، والكفيلة بضمان تغطية صحية نوعية لكافة المستخدمين العسكريين العاملين بإقليم الناحية العسكرية الأولى. علما بأنّ جزءا من هذا المستشفى تم تخصيصه لمواجهة الوباء من خلال استقبال المصابين بهذا الفيروس، حيث التقى اللّواء شنڤريحة مع الطاقم الطبي المشرف على هذا الجناح وقدّم لهم تشكراته على الجهود التي يبذلونها للتكفل بالحالات المتواجدة به وحثّهم على مواصلة العمل الذي يقومون به بكل احترافية وإخلاص. وبمعهد البحث والتطوير، التابع لمديرية الصناعات العسكرية، تابع اللواء عرضا حول نشاطاته ومهامه، خاصة ما تعلق منها بالبحث في مجال التصدي للفيروس، باستعمال مختلف تجهيزات الوقاية المخصصة للطاقم الطبي وشبه الطبي، فضلا عن أجهزة التنفس الاصطناعي، حيث قام المعهد بتطوير نماذج من هذه التجهيزات سيشرع في إنجازها بعد المصادقة عليها. تكفل كلي بالمصابين بمستشفى عين النعجة المحطة الثانية للزيارة كانت المستشفى المركزي للجيش «الدكتور محمد الصغير النقاش» بعين النعجة، بالعاصمة، حيث وقف اللواء على آخر الإجراءات والتدابير المتخذة من قبل مكونات المستشفى، للتكفل التام بالمصابين بهذا الوباء من المستخدمين العسكريين وذوي حقوقهم، معاينا عن كثب مختلف التجهيزات الحديثة والوسائل الطبية التي يحوزها المستشفى. على إثر ذلك، إلتقى اللواء بإطارات ومستخدمي المستشفى المركزي للجيش، من أطباء وممرضين وعناصر الشبه الطبي، حيث اغتنم هذه المناسبة لإسداء لهم الشكر والعرفان على الجهود التي يبذلونها بتفانٍ وإخلاص منذ بداية انتشار هذا الوباء الخطير، قائلا في هذا المقام: «أود في المستهل أن أتقدم إليكم، باسمي الخاص، وباسم السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، وباسم كافة مستخدمي الجيش الوطني الشعبي، بأسمى آيات الشكر والتقدير، وأزكى عبارات العرفان والامتنان، نظير التضحيات التي تقدمونها والجهود المضنية التي تبذلونها، لاسيما منذ بداية انتشار هذا الفيروس الخطير. هذه الجهود المخلصة المبذولة ليست غريبة عن أحفاد مجاهدي جيش التحرير الوطني، إبان الثورة التحريرية المظفرة، حيث تمكن المجاهدون الأطباء والممرضون وقتها، وبإمكانات بسيطة، من أداء واجبهم المقدس على أكمل وجه، ونجحوا نجاحا باهرا في علاج، ليس فقط الجرحى والمصابين من جنود جيش التحرير الوطني، بل امتد ليشمل سكان القرى والمداشر المعزولة في الجبال، والصحارى وعلى الحدود، من خلال تقديم الرعاية الصحية اللازمة للنساء والأطفال والشيوخ». وواصل اللواء شنڤريحة: «على نفس درب الأسلاف، ها هي الصحة العسكرية اليوم، تؤدي دورها كاملا غير منقوص، ولم تدخر أي جهد من أجل ضمان التغطية الصحية لإخواننا المواطنين، لاسيما منهم المتواجدين على مستوى المناطق المعزولة والحدودية في كامل التراب الوطني، لتكون الصحة العسكرية بذلك بمثابة حلقة وصل قوية بين الجيش وعمقه الشعبي». إسناد المنظومة الصحية إذا تطلب الأمر اللواء أكد على ضرورة الاستعداد التام لقطاع الصحة العسكرية، والجاهزية الدائمة لمستشفياتنا وهياكلنا الصحية، لإسناد المنظومة الصحية الوطنية، إذا تطلب الأمر ذلك، قائلا في هذا المجال: «أود التأكيد على ضرورة الاستعداد التام لقطاع الصحة العسكرية، والجاهزية الدائمة لمستشفياتنا وهياكلنا الصحية، لإسناد المنظومة الصحية الوطنية، إذا تطلب الأمر ذلك، للتجند والوقوف إلى جانب شعبنا الأبي، في ظل هذه الجائحة الخطيرة، خاصة وأن الصحة العسكرية لها خبرة طويلة، في مواجهة الأزمات والكوارث الطبيعية، التي عرفتها بلادنا، على غرار زلزال الأصنام وبومرداس وكذا فيضانات باب الوادي، كل ذلك لأن الأمن الصحي، هو جزء من الأمن العام بمفهومه الشامل».