أعلن أمس موساوي مصطفى رئيس جمعية البدر المكلفة بمساعدة المرضى المصابين بالسرطان عن نجاح حملة راديو طون التي أطلقت في 17 مارس الفارط بهدف جمع الأموال والتبرعات من أجل إنجاز ''دار الإحسان'' لإيواء واستقبال والمرضى ومرافقيهم بولاية البليدة. وكشف موساوي في ندوة صحفية بالمركز الثقافي عيسى مسعودي عن النجاح في جمع مليار و 360 سنتيم لحد اليوم على مستوى الحساب البريدي الذي فتح لهذه الغاية منذ إطلاق الحملة من طرف جمعية البدر بمساعدة كل من إذاعة القرآن و إذاعة البليدة الجهوية لفائدة الأشخاص المصابين بالسرطان ، متمنيا أن يصل الرقم إلى مليارين سنتيم. وأوضح رئيس الجمعية في هذا السياق، إلى أن هذا الرقم مرشح للارتفاع بالنظر للوعود المتلقات لأن المشروع قد يصل إلى 10 ملايير سنتيم، بالإضافة إلى استغلال بعض الأموال الموجودة في رصيد الجمعية، علما أن هناك مقاول من البليدة تعهد بالتكفل بعملية بناء الدار حال إيجاد الوعاء العقاري، مشيرا إلى أنهم بصدد البحث عن قطعة أرض تصل مساحتها إلى 500 متر مربع. وقال موساوي أن الشروط المطلوبة في إنشاء هذه الدار هي أن تكون قريبة من مستشفى مكافحة السرطان بالبليدة لتجنب مشكل المواصلات، وأن تضمن كحد أدنى توفير 40 سرير وأن تكون مجهزة بكل المرافق والخدمات كالإطعام والتكفل النفسي والتسلية، بما في ذلك فضاء خاص بالمرضى المعاقين واستقبال العائلات ودورات المياه وكل هذا بهدف ضمان أحسن رعاية للأشخاص المصابين سيما القادمين من المناطق الداخلية البعيدة، خاصة الذين يقومون بالعلاج الكيميائي والتي تتطلب وقتا طويلا. وبخصوص الحملة التي جرت التي انطلقت يوم 17 مارس الفارط، قال مدير إذاعة القرآن محمد زبدة أنها تندرج في إطار دفتر شروط الإذاعة الوطنية المتضمن إرساء الخدمة العمومية في تغطية نشاطاتها والنزول إلى الشارع والتقرب والاستماع لانشغالات المواطن ومشاركتهم في أفراحهم وأحزانهم ومن ذلك العمل التحسيسي والتوعوي والتضامني. وأوضح في هذا السياق إلى أن راديو طون كان رهانا حقيقيا لمصداقية الإذاعة الوطنية عند المستمعين والتي يجب المحافظة عليها، مشيرا إلى أن هذه الندوة جاءت لإضفاء الشفافية والمصداقية على هذه الحملة الهادفة إلى جمع التبرعات. من جانبها تحدثت رتيبة سليماني مديرة إذاعة البليدة عن كيفية التفكير في هذه الحملة والتي تعود إلى برنامج قلوب الخير الذي يبث على أمواجها كل أربعاء، حيث لوحظ أنه من بين 90 ٪ من المتصلين بالحصة كانوا مرضى السرطان ومن هنا جاءت الفكرة ليتبنى جمعية البدر ومختلف السلطات العمومية من وزير الداخلية ووالي البليدة إلى نادي المقاولين الصناعيين وكل المحسنين وهو ما أعطى للحدث رعاية أكبر وأشمل وتلقائية في تقديم المساعدة في أجواء تضامنية صنعها البليدين وأعطوا درسا في التكافل الاجتماعي. وأكدت المتحدثة، أن نجاح الحملة راجع للتنسيق بين كل الجهات من إذاعة القرآن وإذاعة البليدة الجهوية وجمعية البدر من خلال تحديد خطة طريق، حيث اعتمد على البث المشترك ليتم توسيعه إلى كل من إذاعة الأغواط البويرة وبجاية، لأن هذه الولايات تحوي أكبر عدد للمصابين بالسرطان، وكذا جيل أف.أم بالإضافة إلى تمديد بث إذاعة البليدة إلى غاية منتصف الليل لتكون المفاجأة بالتحاق فرقة كارتينا من مستغانم . وذكرت سليماني بأمانة مساهمة أسطورة الأغنية البدوية الجزائرية الراحل خليفي احمد رغم خروجه بوقت قليل من الإنعاش قبل انطلاق الحملة الذي أبى إلا أن يشارك في ''راديو طون'' وهو على فراش المرض، حيث عمد إلى إرسال زوجة ابنه فايزة عباس حماني ومعها مساهمته إيمانا منه بضرورة مساعدة المرضى وتكريسا للتضامن بين الجزائريين. إلى جانب ذلك، تحدثت عن مساهمة صخرة دفاع المنتخب الوطني مجيد بوقرة الذي أعطى مساهمة مالية على غرار المحسنين والفنانين وتعهد أن يأخذ على عاتقه كراء شقتين للرجال والنساء في الوقت الذي ستكون دار الإحسان قيد البناء، ووعد بمفاجآت عديدة عندما يلتحق الفريق الوطني بأرض بالبليدة لخوض مقابلاته بملعب مصطفة شاكر. سعاد بوعبوش من جانبها اعترفت سفيرة النوايا الحسنة ومصارعة الجيدو سليمة سواكري بمدى عمق المبادرة التي كرست مساهمة الحركة الجمعوية في تنمية البلاد وازدهاره، مشيرة إلى أن نجاح هذه الحملة سيحفز الولايات الأخرى لنشر ثقافة التضامن وتعزز ترسيخها في المجتمع الجزائري، داعية كل الجزائريين إلى الاتحاد والتعاون ولما لا لإنشاء مستشفيات تهتم بهكذا حالات بدل دار فقط.