الطامحون والطامعون في حجز مقاعد بالبرلمان لعبوا ''جملة وتفصيلا'' على عواطف الشباب لاسيما البطّال، الذين جعلوا منهم أبطالا، فيهم من ترأس القائمة وفيهم من جاء ثانيا وثالثا وفيهم من ملئت بهم القوائم. أغلب الأحزاب الصغيرة والجديدة ركزت في حملاتها الانتخابية المسبقة على مشاكل الشباب من أزمة سكن وبطالة و''حرڤة'' بسبب الظروف الإجتماعية الصعبة.. تتعهد في حال وصولها إلى الحكم بإيجاد الحلول السحرية لكل المشاكل مهما كان عمقها، وهي التي عجزت عن إيجاد الحلول لمشاكل ''مناضليها'' مع قياداتها، ولم تتمكن من ملء قوائمها وتعميمها على مستوى الوطن..! كم هو سهل التنظير والتفنن في استخدام حرف ''ش'' وممارسة المعارضة غير المؤسسة، النابعة من الحقد والأحكام المسبقة والخلفيات التاريخية.. لكن اعتقد كما يعتقد الكثير أن وصول أمثال هؤلاء، الذين يتكلمون أكثر مما يفعلون، إلى سدة الحكم، فإنهم يوصدون كل الأبواب المشرعة والنوافذ المفتوحة في وجه كل من يحاول إبداء الرأي أو مجرد ''فتح الفم'' والعودة إلى سياسة الحزب الواحد، الذي كان رحيما نوعا ما. وقد كانت لنا تجربة سابقة عشناها بكل حواسنا، وأصبحت أمرا واقعا..! إن التعطش للمسؤولية عواقبه تكون دائما وخيمة وقد تؤدي بصاحبها إلى ارتكاب حماقات، لأنه بإمكانه استعمال كل الطرق غير القانونية الممكنة، للوصول إلى المنصب والحفاظ عليه، والبقاء فيه وعدم التنازل عنه ليروي عطشه ولو بأنهار من الدماء..! وتبقى أغنية ''الشباب'' القوة الفاعلة والمرأة ''القوة الناعمة'' مجرد شعار حُمِلَ ذات مرة، ويدخل في غياهب التاريخ إلى إشعار آخر..!