توجت المحادثات التي جمعت وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية، ونظيره الليبي فوزي الطاهر عبد العال، المنعقدة يومي 27 و28 مارس بجنان الميثاق بالعاصمة، بالاتفاق على جملة من المسائل تتعلق بتنسيق الجهود بين البلدين في المجال الأمني، وتعزيز التعاون في ميدان التدريب والتكوين، ورفع العراقيل عن عملية تنقل الأشخاص. وفي الشق الخاص بالجانب الأمني، أوصى البيان الختامي، التي تحصلت «الشعب» على نسخة منه، بتنظيم دوريات متوازية للمراقبة الحدودية، وتفعيل نقاط المراقبة الحدودية، وتكثيف التعاون في مجال تبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية المختصة لضمان التعامل مع المستجدات وحل الإشكاليات الآنية وبالسرعة المطلوبة. واقترح الجانب الجزائري، على نظيره الليبي مشروع بروتوكول اتفاق يتضمن «إنشاء لجنة ثنائية حدودية مشتركة تعنى بتوسيع وتنويع مجالات التعاون بين البلدين في مختلف الميادين وخاصة الأمن وتنمية المناطق الحدودية»، وعد الجانب الليبي في هذا الشأن ب«دراسة المشروع والرد عليه عبر القنوات الدبلوماسية في أقرب وقت ممكن». وفي مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، أوصى البيان، بتفعيل توصيات الاجتماع الثاني للجنة الأمنية المشتركة المنعقد بالجزائر يومي8 و9 فيفري 2012، المتعلقة بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للأوطان خاصة الانتشار والاتجار غير المشروع بالأسلحة والذخائر والمخدرات والمؤثرات العقلية إضافة إلى مكافحة تهريب المهاجرين والهجرة غير الشرعية والتهريب بجميع أشكاله. وفي هذا الإطار أكد الجانب الجزائري على «عدم السماح لعناصر من النظام السابق الإساءة إلى ليبيا أو المساس بأمنها واستقرارها». وفيما يتعلق بموضوع الهجرة غير الشرعية تم الاتفاق بين البلدين على تنسيق المواقف على مستوى المنظمات الإقليمية والدولية وضرورة إيفاء الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية المختصة بالتزاماتها فيما يخص التكفل بمكافحة هذه الظاهرة والحد منها من خلال إنشاء صندوق لدعم التنمية المستدامة في دول المصدر قصد توفير الظروف الملائمة للاستقرار. أما في مجال التدريب والتكوين فقد أكدا الطرفان إمكانية التعاون بينهما على أن تضع الجزائر خبراتها تحت تصرف الجانب الليبي لتكوين الشرطة القضائية والأمن العمومي وحفظ النظام وشرطة الحدود والتقنيات الأمنية وإعداد الكوادر إضافة إلى تكوين المكونين وإعداد المدربين. واتفق الطرفان على وضع خطة للتكفل بموضوع التكوين والتدريب في المؤسسات التكوينية المختلفة بالجزائر في إطار مساعدة الجانب الليبي .