تحيي الجزائر، هذه السنة 2020، الذكرى الخامسة والسبعون (75) لمجازر 08 ماي 1945، التي اقترفها الاستعمار الفرنسي. في الوقت الذي كان جزائريون يدفعون ضريبة الدم عن فرنسا الاستعمارية، كان بالمقابل إخوانهم يذبحون في الجزائر، من قبل الجيش الفرنسي المحتل، عندما قاموا بتنظيم مظاهرات سلمية بكلّ من سطيف، وقالمة وخرّاطة، والتي أدت إلى استشهاد أكثر من 45.000 شهيد بطريقة وحشية من طرف الجيش الفرنسي. إنّ هذه المسيرات السلمية المقموعة بالدم، في الحقبة الاستعمارية، لا يمكن تصنيفها، في أيامنا هذه، إلا كجرائم ضدّ الإنسانية. نقف اليوم، وككلّ سنة، وقفة إجلال وإكبار أمام كل ضحايا هذه المجازر، الذين سقطوا دفاعا عن الوطن، وننحني أمام أرواحهم الطاهرة في هذه الذكرى، وتبقى هذه اللحظة راسخة في تاريخ بلادنا كمحطّة من محطات الكفاح الطويل لشعبنا لاسترجاع حريّته، ويسجّل التاريخ على أنّها كانت مرحلة هامة لاندلاع الثورة المباركة لاستعادة الاستقلال الوطني، الذي سمح لنا أن نعيش، اليوم، في كنف الحرّية. إذا كان جدير بنا أن نستلهم من تضحياتهم الجسام، فإنّه من الأجدر بنا أن نبيّن مدى أحقيتنا لهذه التضحيات لبناء جزائر جديدة، وذلك بالسعي دوما لكسب المعرفة وتمكين بلادنا من تبوأ المكانة التي تستحقها بين الأمم. وزير التعليم العالي والبحث العلمي