(هو أنشأكم من الأرض و استعمركم فيها ) تُعَد علاقة الإنسان بالأرض في مختلف بقاع الدنيا علاقة حب و عشق ، فيها كثيرٌ من صفات الحميمية والحب و الوفاء ، بل فيها كثير من صفات الأخذ و العطاء بين الطرفين . فالإنسان يأخذُ من الأرض و يعطي لها ، و بقدر ما يعطي لها تكون عطاءاتها أكثر ثم إن الإنسان يخرج من صلب الأرض و يعود لها ليستقر في جوفها بعد مماته إلى أن يُبعث حيا. يأخذ منها جميع ما يقتات منه، سواء كان في شكل خضر و فواكه، أو حيوانات يقتات من لحومها ويكتسي من صوفها و جلودها و شعرها . يقاتل الإنسان حد الموت من أجل أرضه إن اعتُدِيَ عليها لشعوره بأن الاعتداء على الأرض هو اعتداء عليه، و بأن كرامته قد انتهكت، و بأن أرزاقه قد سُلبت منه من طرف غاصب دخيل. الأرض لا تعطي للإنسان الرزق بما تحتويه من خيرات فقط ، بل إن وجود الإنسان فوق أرضه يمنحه الشعور بالأمان و الاطمئنان و يجعله يحس بالراحة. يكون الكائن البشري مسكونا بالحزن و الألم إن اضطر لمغادرة وطنه أو هاجر منه مُكْرهًا تحت حد السلاح كما كان الأمر عليه بالنسبة لآلاف الجزائريين الذين تم نفيُهم خلال الفترة الاستعمارية من وطنهم إلى مختلف أصقاع الدنيا. كان ذلك هو حال المنفيين الجزائريين إلى كاليدونيا التي تبعد عن الجزائر بآلاف الكيلومترات، فقد كان أولئك المنفيون يصلون إلى مثل ذلك الأرخبيل البعيد و هم محشورون في بواخر الموت التي كانت تقودهم في رحلة نفي هي أقرب إلى الموت تدوم أكثر من أربعة أشهر، و كان عدد منهم يُرمى به في البحر ليأكله الحوت إن مات أو أصبح مريضا يعاني من سكرات الموت دونما شفقة أو مراعاة لأدنى المشاعر الإنسانية و الإخاء التي هي واحدة من شعارات ثورة 1789. يبكي مَنْ يغادر الوطن بكاءا حارا إن هاجر من أجل لقمة العيش و ترك وراءه أهلا و أحبة و تربة عزيزة على نفسه يحبها مثلما يحب أهله ، و يبكي عنه أثناء توديعه المودعون من الأبناء و الأهل والأحبة و الأصدقاء بكل حرقة . يتعلق الإنسان بوطنه تعلقه بأقرب الناس إليه، أبويه وأبناءه و الناس الأقربين إليه ،لأن حبه للوطن فطرة إلهية ، ألم يقل المولى جل من قائل في سورة نوح : « و الله أنبتكم من الأرض نباتا ثم يُعيدكم فيها و يُخْركم إِخراجًا ، و الله جعل لكم الأرض بساطا لتسلكوا منها سُبلا فِجاجًا « . الأرض و العرض و الشرف الجزائري.. علاقة الإنسان الجزائري بالأرض و بالفلاحة علاقة وجدانية منذ قرون .بل إن علاقة الجزائري بأرضه ترتبط بالشرف الجزائري الذي ينطلق من مقولة: إن العرض و الأرض شيئان مقدسان لدى الجزائري. فمن انتُزعت منه أرضُه كمن انتُهِكَ عِرضُه و دِيسَ شرفُه .ولذلك قاوم الجزائريون مختلف الغزاة على مرِّ العصور دفاعا عن العرض و الأرض . وقد جاءت ثورة أول نوفمبر 1954 تتويجا لمختلف المقاومات التي عملت من أجل هذا الهدف ، فاستُرِدت الجزائر التي كان المستعمرون قد احتلوها مدة 130 عاما بعد أن ظلت خيراتُها تنهب طوال تلك السنين العجاف ، و ظل شعبها يتعرض لكل أنواع الإبادة و القتل و النفي و التشريد . و قد اعترف الغزاة المحتلون أن عدد سكان الجزائر تناقص بفعل سياسة الإبادة التي اتبعوها ضد الجزائريين ، فإذا كان عدد سكان الجزائر عند الاحتلال عام 1830 هو 4.500.00 حسب المصادر الفرنسية نفسها، فإن هذا العدد تناقص إلى 2.210.000 عام 1871 ،أي أن مليونين و 3005. ألف جزائري قد أبيدوا أو ماتوا خلال فترة ال 42 عاما التي تلت الاحتلال ، و هذا دون أن نحتسب عدد الولادات التي تكون قد سُجلت خلال تلك الفترة . والأدهى والأمر أن الفرنسيين اعترفوا أن عدد سكان الجزائر لم يزد بعد مائة عام عن احتلالهم للجزائر، أي عام 1931 سوى ب 88000 شخص ، إذ أصبح سكان الجزائر 5.588.000 ، و الأكيد أن هذا الرقم يوجد ضمنه عدد المعمرين الأوروبيين، و ربما حتى جنود الاحتلال ، مع الإشارة أن عدد الأوروبيين قُدر نفس العام أي 1931 ب 833359.، و إذا ما أضفنا عدد جنود الاحتلال لهذا الرقم، فمعنى ذلك أن عدد الجزائريين بقي في حدود أقل من 5 ملايين لمدة مائة عام ، و هو أمر فظيع يبين أن عدد الجزائريين لم يزد طيلة 100 عام من الاحتلال ، بل تناقص عما كان عليه أثناء بداية الاحتلال، مما يؤكد أن من استشهدوا ن الحال مع سكان مدينة الأغواط ، أو أبيدوا خلال المجازر الجماعية مثل مجزرة العوفية أو الظهرة أو أولاد رياح بمغارة الفراشيح ، أو خلال المقاومات المختلفة ، أو ماتوا بسبب الجوع و الأمراض الناتجة عن عدم العناية الصحية خلا ل فترة المائة عام التي تلت الاحتلال يبلغ الملايين. في عام 1962 استُرجع الوطن الذي كان المعمرون الأوروبيون من مختلف جهات أوروبا قد استولوا على أجود و أخصب أراضيه، و مع تَحرُّرِ الأرض تَحَرَّرَ الإنسان هو الآخر، رغم أن الاستعمار ترك وراءه فلوله و أذنابه المستترين و المتسترين، و هم أخطر ممن كانوا يحتلون قبل ذلك هذه الأرض ، فقد عملوا في الظل إلى حد وصفهم ب « حزب فرنسا». من التسيير الذاتي إلى الثورة الزراعية .. وقد كانت سياسة الإصلاح الزراعي ، سواء عبر التسيير الذاتي الذي أطلقه أول رئيس للجزائر بعد استعادة استقلالها الراحل أحمد بن بلة رحمه الله ، أو الثورة الزراعية التي أطلقها الرئيس الراحل هواري بومدين رحمه الله لاحقا تدخل ضمن العلاقة الحميمية بين الإنسان و الأرض رغم ما ساد العمليتين من أخطاء خلال عمليات التطبيق ، لأن بعض مَنْ أعطيت لهم تلك الأراضي كانت علاقتهم بخدمة هذه الأرض غير طبيعية و غير حميمية ، ذلك أن علاقة الأرض بالإنسان تبقى إلى الأبد علاقة أخذ و عطاء . ففي عام 1971 على ما أذكر أطلق الرئيس الراحل هواري بومدين رحمه الله مشروع الثورة الزراعية ، الذي جاء في أعقاب سياسة التسيير الذاتي التي انتُهجت عقب استعادة الاستقلال مباشرة عام 1962 من سلفه الذي أطاح به في ال 19 جوان 1965.و شُرع في تطبيق ميثاق الثورة الزراعية بعد عام من عام ذلك في 1972. وقبل الشروع في ذلك المشروع الذي كان ضمن ثلاثة أهداف وطنية ثورية هي : الصناعة و الثقافة والزراعة ، بقيت اللجنة الوطنية التي أوكلت لها مهمة إعداد نص مشروع ميثاق الثورة الزراعية فترة تجاوزت الستة أشهر في نقاش أقرب منه إلى الجدل العقيم دون أن تحرز تقدما في أشغالها بسبب تباين المواقف و اختلاف الطروحات و الرؤى بشأن مضامين مشروع النص المتعلق بتلك الثورة . كان الرئيس بومدين رحمه الله يتابع ذلك الحوار عن كثب عن طريق التقارير الشفهية و الكتابية التي تصله كل يوم ، و لما استشعر حدة الخلافات التي كانت تدور بين أعضاء اللجنة قرر أن يجتمع بهم ليحول الجدل إلى نقاش وحوار بناء، بل و إلى أفكار و أرضية عمل تم تبنيها في ذلك الميثاق لاحقا في ظرف وجيز. و قد ذكر لي الطاهر حنفي الأمين العام الأسبق لوزارة السياحة أثناء تولي الراحل عبد المجيد علاهم لتلك الوزارة في مطلع الثمانينيات أن الرئيس بومدين عندما اجتمع بأعضاء تلك اللجنة ، و ألقى خطابا هاما مطولا أمام الأعضاء قدم فلسفته ورؤيته لما يجب أن يتضمنه ميثاق تلك الثورة و الأهداف المتوخاة من الثورة الزراعية، و في مقدمتها إعادة الاعتبار للفلاح الذي كان وقود ثورة أول نوفمبر من خلال الوصول إلى الاكتفاء الذاتي في المنتجات الفلاحية وفق منظور «الأرض لمن يخدمها» . وكان من بين الوسائل لإعادة الاعتبار للفلاح تمليكه الأرض التي سُلبت منه عنوة خلال فترة الاحتلال ، و بناء ألف قرية فلاحية بمختلف جهات الوطن تتوفر على مختلف الشروط العصرية للحياة من سكن ومدرسة و مسجد و سوق . لكن التطبيقات التي اتُبعت للأسف أخلت بكل المبادئ التي كان الرئيس بومدين رحمه الله يهدف إليها من مشروعه الذي جاء على أنقاض خطة سلفه الرئيس الراحل أحمد بن بلة عبر « التسيير الذاتي «، الذي رأى البعض فيه أنه لم يكن سوى اقتباس من الكولخوز اليوغسلافي و حتى الكيبوتز الإسرائيلي . سيدي الرئيس « أحنا عماك « !! ولعل من القصص التي رُويت عن النقاشات التي كانت تدور حول تطبيقات الثورة الزراعية، و التي حولها بعضهم إلى نكتة أن الرئيس الراحل بومدين التقى خلال الشروع في المرحلة الثانية من الثورة الزراعية التي كانت تشمل السهوب و الجنوب أثناء ترؤسه ليوم دراسي للموالين و الفلاحين بالأغواط عام 1972 أن أحد الموالين راح يرحب بالرئيس و الوفد المرافق له بقوله : «مرحبا الأخ الرئيس بك وبالوفد اللِّي عْمَاكْ». و لأنَّ الرئيس بومدين كان يعرف لهجة أبناء الأغواط ، حيث فهم قصد ذلك الموَّال لأن سكان الأغواط يقلبون عبارة معك إلى « عماك «، ذلك أن علاقاته مع الأغواط و أبناء الأغواط تعود إلى سنوات دراسته بالقاهرة في خمسينيات القرن الماضي ، حيث كانت تجمعه بعدد من أبناء الأغواط، و من بينهم الراحل عيسى عزوز صداقة عميقة ،فقد ابتسم الرئيس و هو يستمع إلى ترحيب ذلك الموال بطيبة خاطر ، بينما راح بقية الوفد يضحكون و يَخلقون من تلك العبارة تأويلاتٍ خرجت عن القصد من اللهجة الأغواطية الأصيلة التي كانت ترحيبا أصيلا بالرئيس و ضيوفه ، و لم تكن كما أوَّلها بعض من كانوا لا يرغبون في نجاح الثورة الزراعية، و يبدو أن بعضهم كان يحيط بالرئيس ، و هذا هو حال عدد من رؤساء الجزائر الذين أفسد سياستهم بعض المحيطين بهم . كانت السياسة الفِلاحية المنتهجة قبل ذلك من قبل الرئيس الراحل أحمد بن بلة رحمه الله في إطار التسيير الذاتي للأراضي الفلاحية تهدف إلى تمكين الفلاح الجزائري من امتلاك الأرض التي انتزعت منه على مراحل منذ الاحتلال إضافة إلى تمكين عدد من المجاهدين كذلك من تملك الأرض. لكن سياسة التسيير الذاتي بالنظر إلى الهجرة الجماعية للأوروبيين الذين كانوا يمتلكون بقوة الاحتلال أجود الأراضي و أخصبها ، إضافة إلى ما كان لديهم من مهندسين و خبراء في الفلاحة و عتاد فلاحي متطور قابلها بعد ترك أولئك المعمرين للأرض و مغادرة الجزائر عدم وجود قدرة و كفاءة من قبل الجزائريين الذين أصبحوا عاجزين على تسيير تلك الأراضي الفلاحية بعد أن أصبحت ملكا لهم ، إذ أن معظم مَنْ تسلموا تلك المزارع و الأراضي كانوا قبل ذلك مجرد أجراء لدى الكولون من المعمرين الأوروبيين ، و كان جلهم لا يمتلكون لا الخبرة و لا الإمكانيات ، مما أفشل خطة التسيير الذاتي و جعلها لا تحقق النتائج المرجوة منها و لا تؤتي أكلها . كان لكل من الرئيس بن بلة ثم رفيقه الرئيس بومدين الذي أطاح بع في ال 19 جوان 1965 منظوره الخاص بخطته تجاه الأرض و من يخدمها . و من هذا المنطلق كان الرئيس بومدين يرى أن الفلاح الجزائري الذي قدم ضريبة الدم و حارب من أجل الأرض ، و انتُزعت منه أجود أراضيه خلال الحقبة الاستعمارية لابد أن تعود له هذه الأرض وأن يستردها ليستعيد بذلك شرفه الذي حاول الاستعمار أن يسلبه منه طيلة 130 سنة . من سياسة الأرض المحروقة إلى سياسة السيف و المحراث .. اتبع الاستعمار منذ السنوات الأولى للاحتلال سياسة الأرض المحروقة ، و أتبعها بشعار « الفتح بالسيف و المحراث «، كل ذلك بمصادرة و انتزاع أجود الأراضي الزراعية من الجزائريين بالقوة و الردع وإلغاء الأوقاف و فرض ضرائب باهظة على الفلاحين الجزائريين، مما جعل البعض لاحقا إما يهجر أرضه أو يغادر الوطن كلية ، أو أن يصبح مجرد أجير لدى المعمرين من الأوروبيين القادمين من فرنسا و من عدة دول أوروبية الذين غزوا الأراضي الجزائرية مثل الجراد و تلقوا تشجيعات مادية و مالية مختلفة من طرف المحتلين، و شجعوهم ليس فقط على الاستيلاء على الأرض ، بل على بناء مستوطنات فلاحية خاصة بالأوروبيين . و قد بلغت تلك المستوطنات خلال الفترة الممتدة من 1830 إلى 1930 إلى 928 مستوطنة يسكنها آلاف المستوطنين ، بعد أن كان عدد تلك المستوطنات لا يتجاوز 200 مستوطنة خلال السنوات الممتدة من 1871 1877 و هي الفترة التي شهدت انتشار تلك المستوطنات بشكل سريع ، مما جعل الرئيس الفرنسي في تلك الفترة يُثني على الحاكم العسكري قايدون الذي شجع تلك السياسة الهادفة إلى مصادرة أجود الأراضي من أصحابها الجزائريين و تمليكها بقوة السلاح للأوربيين . و هكذا فمع حلول عام 1871 و بتشجيع من الحاكم العسكري مباشرة بلغت الأراضي المصادرة من قبل الجزائريين 204933 هكتار ،كانت تعد من أجود الأراضي سواء في سهل متيجة ، أو عمالة قسنطينة و غيرها من جهات الوطن . و تلت ذلك عمليات الاستيلاء بالقوة على 400.000 هكتار من الأراضي خلال الفترة الممتدة من 1871 إلى 1901 ، و في عام 1920 أصبحت الأراضي التي تم الاستيلاء عليها ربع مليون هكتار . و غداة الاحتفال الضخم بمرور مائة عام على الاحتلال عام 1930 أصبحت الأراضي التي تم الاستيلاء عنها عنوة من قبل المحتلين 234.5000 هكتار تشكل جزء أساسيا من الأراضي الجزائرية الصالحة للفلاحة و التي تقدر بأكثر من ثمانية ملايين هكتار . و في نفس الوقت فقد كانت أعداد المعمرين تزحف على الجزائر من عام لآخر بفضل سياسة التشجيع التي مورست على حساب الجزائريين أصحاب الأرض، حتى أن الجنرال ماكماهون الحاكم العسكري للجزائر خلال الفترة الممتدة من سبتمبر 1864 إلى جويلية 1870 حاول أن يطبق سياسة نابليون الثالث الذي كان يهدف إلى أن يجعل من الجزائر مستعمرة فرنسية، و في نفس الوقت مملكة عربية على طريقته الخاصة حتى تكون تلك المملكة لصالح الأوروبيين عموما و فرنسا بوجه خاص كما أشار إلى ذلك الدكتور ناصر الدين سعيدون في دراسة له حول سياسة الاستيطان الاستعماري التي مارستها فرنسا. ففي رسالته إلى الحاكم العسكري للجزائر الجنرال بيليسي في 6 فيفري 1863 قال نابليون الثالث في نص تلك الرسالة : « إن الجزائر مملكة عربية ، و أنا إمبراطور العرب مثلما أنا امبراطور الفرنسيين» ، موضحا في مضمون رسالته أن الجزائر تعد في نفس الوقت جزء لا يتجزء من فرنسا و أنها عبارة عن معسكر إداري .. لقد كانت نهاية الاحتلال غصة في حلق غلاة المحتلين لن يستطيعوا هضمها إلى الأبد، و ستبقى تلك الجنة التي ضيعوها حلما يقض مضاجعهم. إذ لم تعد الجزائر جزءا من فرنسا و لن تعود جنتها الموعودة . ذلك أن الجزائر التي كانت شرف الآباء و الأجداد ستبقى شرف أبنائها الذين يتعين عليهم اليوم أن المحافظة على هذه الجنة و يصونونها. فهذه الأرض هي ماضينا الذي نستلهم منه تاريخنا ووجودنا باستمرار، وهي حاضرنا الذي نستمد منه مستقبلنا هي جنتنا التي يجب أن نحافظ عليها بعد أن أسقط أجدادنا و آباؤنا أوهام تلك الجنة التي كان أحفاد بوجو و ماكماهو و لامورسيير و دوغول يحلمون بالبقاء فيها إلى الأبد .