«رمضان هالسنة غير» هكذا يعبر الكويتيون عن يومياتهم الرمضانية، فهم يفتقدون أجواء رمضان وروحانياته التي كانت تغمر مجالسهم وجميع ربوع الكويت، والنفحات الإيمانية التي طالما فاضت بها المساجد، لكن الأمل يحدوهم بأن تنقشع ما يصفونها بالغمة قريبا، وألا تتكرر أجواء رمضان الحالية في العام المقبل. يعيش السكان في الكويت -كما في باقي الدول العربية-ظروفا استثنائية بسبب الإجراءات الحكومية المتخذة للحيلولة دون انتشار فيروس كورونا، وأبرزها حظر التجول المفروض من الرابعة عصرا وحتى الثامنة صباحا، وإغلاق مراكز التسوق والمطاعم والمقاهي، فضلا عن تعطيل الدوامات في الجهات الحكومية. ويلتزم الكويتيون بإجراءات التباعد الاجتماعي ما يجعلهم يتوقون للاجتماعات العائلية، فقد اعتادو الاجتماع في شهر رمضان من كل عام على مائدة إفطار في البيت الكبير اين يسكن الوالدان، لكن الأمور تغيرت هذه السنة، حيث تقلصت الزيارات العائلية و ان كانت فهي لا تزيد عن ساعة او اقل بسبب حظر التجوال وفي ظل هذه المتغيرات، وجد البعض منهم متسعا من الوقت لقضائه داخل منزله بين أبنائهم، فيتناولون معهم الفطور والسحور، ويتنقلون معهم بين الغرف والأماكن المخصصة للجلوس في المنزل والحديقة، تارة يقرؤون القرآن، وتارة أخرى يتبادلون أطراف الحديث بينهم بمشاركة زوجاتهم، ويلمسون سعادة أبنائه بهذا التواصل، بعد الشكوى الكبيرة بسبب انشغالهم الدائم بالألعاب المخصصة للحواسيب اللوحية والهواتف الذكية. ومع إغلاق المساجد في الكويت خصصت العائلات ركنا خاصا في منازلهم للصلاة ليؤم رب الاسرة أفراد عائلته، لكن ذلك لم يستثني شوقهم إلى صلاة التراويح في المسجد وكذلك صلاة الجمعة، فغالبية الشعب الكويتي -إن لم يكن جميعهم- يفتقدون الأجواء التي اعتادوا عليها في رمضان، لا سيما مع ما يحمله من خصوصية لدى المسلمين. ويعني رمضان في الكويت الصلاة والصيام والقيام والتهجد في المساجد، إلى جانب التسوق والغبقات «وهي وجبات يُدعى إليها الأقارب والأصدقاء وتكون بعد التراويح وقبل السحور وتمثل عادة اجتماعية خليجية»، وكذلك «القرقيعان» بأيامه الثلاثة التي تبدأ منتصف الشهر الفضيل، وخلالها يجوب الأطفال شوارع الحي محملين بحقائب خاصة، ليقوم الكبار في كل منزل بملئها لهم بالحلوى والمكسرات أثناء مرورهم.