جزائريون يكثفون العبادة في العشر الأواخر من رمضان إقبال كبير على صلاة التهجد بالمساجد دخل شهر رمضان الكريم في العشر الأواخر وهذا يعني أنه سيودعنا قريبا إلا أن ختامه مسك كيف لا وهو أفضل الشهور فالأيام الأخيرة منه هي أفضل الأيام على الإطلاق حسبما ورد في آيات كثيرة وأحاديث عديدة تستحب فيها الصلاة وقيام الليل والدعاء إلى غاية بزوغ الفجر والتكثيف من قراءة القرآن الكريم ولعل من أكثر الأعمال التي يقوم بها الجزائريون خلال هذه الأيام ويتسابق فيها الكثيرون هي صلاة التهجد. عتيقة مغوفل تشهد الكثير من مساجد العاصمة خلال هذه الأيام إقبالا منقطع النظير للمصلين خصوصا وقد دخلنا في العشر الأواخر من شهر رمضان فالناس يجتهدون في تأدية صلاة التهجد رجالا كانوا أم نساء وعلى مختلف أعمارهم خاصة وأن الفترة اليلية في رمضان لهذه السنة قصيرة بسبب فصل الصيف لذلك يفضل العديد من العاصميين استغلاله في العبادة. مساجد تعرف إقبالا كبيرا للمصلين عرف الوعي الديني في الجزائر نموا كبيرا والحمد الله مقارنة بما كان عليه الحال في السنوات الماضية والفضل الأكبر في هذا يرجع بالدرجة الأولى إلى الإعلام وذلك بعد انتشار قنوات فضائية خاصة بالدين فقد أصبح يهتم الناس كثيرا بالشعائر الدينية وهو الأمر الذي جعل مساجد العاصمة تكتظ هذه الأيام بالمصلين من أجل تأدية صلاة التهجد خلال العشر الأواخر من شهر رمضان لما لها من فضل عظيم ومن بين هذه المساجد مسجد التقوى ومسجد الفتح بباب الوادي اللذان يشهدان توافدا كبيرا للمصلين نساء كانوا أو رجالا وقد قابلت (أخبار اليوم) بعض الشباب الذين يقصدون المسجد كل ليلة من أجل قيام الليل فيه ومن بين هؤلاء فيصل شاب يبلغ من العمر 24 عاما عقد العزم في بداية شهر رمضان أن يجتهد وأن يصلي ويختم القرآن وأن يقوم الليل فقد أراد أن يجعل العبادة خلال شهر رمضان شغله الشاغل وهو في هذه الأيام يجتهد في أداء صلاة التهجد رفقة مجموعة من أصدقائه فأخبرنا أنهم يلتحقون بالمسجد حوالي الساعة الثانية والربع صباحا ويبقون فيه يصلون التهجد إلى غاية أذان صلاة الفجر ثم يخرجون من المسجد قصد التوجه إلى محلات المواد الغذائية التي لا تغلق هي الأخرى أبوابها إلى غاية ساعات متأخرة وذلك حتى يقتنوا بعض المأكولات الخفيفة والفواكه ويتسحروا بها ثم يعودون للمسجد من أجل تأدية صلاة الصبح لينصرف بعدها كل منهم إلى بيته وصدره منشرح بذكر الله حسب تعبير (فيصل). بعد (فيصل) قابلنا (نور الدين) الذي يبلغ من العمر 45 عاما موظف بإحدى الشركات الوطنية سألناه عن صلاة التهجد فأخبرنا أنه يصليها كل سنة وذلك منذ حوالي 5 سنوات فقد أخبرنا هذا الأخير أنه يأخذ عطلته السنوية في رمضان وذلك حتى يتمكن من إعطاء الشهر حقه من العبادة والصلاة ويجتهد فيهما خلال العشر أيام الأخيرة فهذا الأخير يقوم كل سنة بتأدية صلاة التهجد وذلك من خلال وضع برنامج خاص به فقد أخبرنا نور الدين أنه وبعد الإفطار يقصد المسجد من أجل تأدية صلاة العشاء بعدها يغادره مباشرة إلى بيته ويخلد للنوم حتى يرتاح ليستيقظ بعدها في حدود الثانية صباحا ويقصد مباشرة المسجد من أجل تأدية صلاة التهجد في أجواء روحانية مميزة وبعد انتهاء الصلاة يتسحر رفقة مجموعة من المصلين وعادة ما يتم جلبه من المنزل ويعكفون على الصدقة منه وبعد صلاة الصبح يعود نور الدين إلى بيته لينام إلى غاية صلاة الظهر وذلك حتى يرتاح ويتمكن من السهر لأجل الذكر والقيام في الليلة المقبلة. حتى النساء يجتهدن في أداء صلاة التهجد وعلى ما يبدو أن العنصر الرجالي ليس الوحيد الذي يقبل بشغف على تأدية صلاة التهجد فالعنصر النسوي أيضا يقبل عليها بحكم أن العبادة لا تخص جنسا دون غيره ومن بين النساء اللائي يسهرن على تأدية هذه الصلاة السيدة (وسيلة) التي تبلغ من العمر 36 ربيعا التي تذهب إلى المسجد كل ليلة رفقة زوجها من أجل أن يقيما صلاة التهجد وهما يفعلان هذا للعام الثالث فقد أحبا تجربة الصلاة في المسجد جماعة منذ سنتين قالت إنهما يذهبان لمسجد التقوى بباب الوادي من أجل أن يصليا فيه بعدما يتوقفان على تأدية صلاة التراويح عندما يدخل شهر رمضان في العشر الأواخر بالإضافة إلى هذا فقد أخبرتنا أنها تقوم بتنويم جميع أبنائها قبل أن تخرج إلى المسجد رفقة زوجها وتتركهم في عناية جدتهم حتى تعود أما عن السحور فقد أخبرتنا أنها تعد كل ليلة سندويتشا لها ولزوجها حتى يتسحرا به كما أنهما يأخذان بعض الفواكه معهما وأحيانا أخرى يخرج زوجها من المسجد من أجل شراء القهوة من إحدى مقاهي الحي ويستمران على هذا المنوال إلى غاية نهاية شهر رمضان الكريم. بعد (سهيلة) قابلنا (نجيبة) هي الأخرى كل سنة تؤدي صلاة التهجد ولا تتهاون فيها أبدا إلا أنها تؤديها في المنزل ولا تخرج من أجلها إلى المسجد وذلك لأن والدها لا يرضى أن تخرج في ساعة متأخرة من البيت من أجل الذهاب إلى المسجد لذلك فهي تلتمس رخصة صلاة المرأة في بيتها وتؤدي صلاة التهجد وتقرأ القرآن إلى غاية سماعها أذان صلاة الصبح فتقوم لإعداد وجبة السحور لعائلتها.