بسكرة مدينة مهجورة بداية من الواحدة ظهرا والسهرات تتواصل إلى وقت السحور تشهد مدينة بسكرة ومنطقة الزيبان عموما هذه الأيام موجة حر عالية ارتفعت معها درجات الحرارة لتصل مستويات قياسية حيث قاربت خلال اليومين الماضيين 46 درجة تحت الظل في أوقات الظهيرة وفاقت ال 50 درجة تحت أشعة الشمس . هذا الارتفاع في درجات الحرارة وإن كان معهودا في مثل هذا الفصل بالمنطقة، إلا أن تزامنه هذه السنة مع شهر رمضان بات يشكل صعوبات كبيرة للصائمين الذين يؤدون فريضة الصيام في ظروف مناخية قاسية جدا . وبفعل الإرتفاع المحسوس في درجات الحرارة تحولت مدينة بسكرة كغيرها من مدن وبلديات الولاية إلى مدينة مهجورة بداية من الساعة الواحدة ظهرا ، حيث يسارع أغلب المواطنين إلى قضاء مصالحهم المرتبطة بالإدارات العمومية ومختلف المصالح في الساعات الأولى لليوم ليعود هؤلاء إلى مساكنهم قبل منتصف النهار ، ويحدث نفس الأمر مع الذين يفضلون التسوق في الصباح حيث يغادر الباعة الأسواق ويغلق التجار محلاتهم قبل موعد صلاة الظهر. وما إن تصل الساعة الواحدة ظهرا حتى تصبح المدينة بكاملها خاوية على عروشها من المارة والسكان الذين يأوي غالبيتهم إلى بيوتهم لأخذ قسط من الراحة تحت نسمات المبردات الهوائية . وتصبح بذلك مدينة بسكرة مدينة مهجورة طيلة الفترة المسائية التي تستمر بين صلاتي الظهر والعصر، حيث يفرض كل من الصيام وارتفاع درجات الحرارة قانون حظر التجول خلال النهار. و يجد الموظفون الذين ينهون فترات العمل عند الساعة الثالثة مساءا صعوبات كبيرة في العودة لمنازلهم في ذلك التوقيت بفعل توقت حافلات النقل الحضري عن العمل في تلك الفترة ما يحتم عليهم اللجوء لخدمات القلة العاملة من أصحاب سيارات الأجرة. كما ترتبط بهذا الطرف معاناة النساء الموظفات اللاتي رخصت لهم مصالح الوظيف العمومي بمغادرة مواقع عملهن عند الساعة الثانية زوالا ، حيث تجدن صعوبات كبيرة في العودة لمنازلهم في ذلك التوقيت الذي تتوقف به الحركة تقريبا بالمدينة. وعلى العكس مما يحدث خلال فترة النهار تعود الحياة من جديد عبر شوارع المدينة بعد تناول وجبة الإفطار ، حيث تتجه شرائح واسعة من المواطنين نحو المساجد لأداء صلاة التراويح ، و بعدها يفضل الكثيرون البقاء خارج البيوت لقضاء سهرات رمضان ، حيث يتجه البعض للمقاهي ،في حين يفضل آخرون الجلوس في شكل حلقات في الساحات العمومية وعلى جنبات وادي بسكرة الذي يقسم المدينة إلي قسمين ، حيث يعرف حركية نشيطة وتوافدا كبيرا للمواطنين وخاصة الشباب الذين يجتمعون حول لعبة الدومينو ولا يغادرونها إلا عند حلول وقت السحور .