فتح وزير الأشغال العمومية عمار غول، أمس مقطع الطريق السيار شرق غرب في شطره الممتد من منطقة الاربعطاش (بومرداس) إلى الأخضرية (البويرة)، نهائيا أمام حركة المرور، منهيا بذلك عناء تنقل المسافرين القاطنين بالولايات الوسطى والشرقية، ومقدما هدية على طبق من ذهب للمترشحين في الانتخابات التشريعية، سيما قادة التشكيلات السياسية، حيث يسمح الطريق بقطع المسافة في زمن قياسي قد لا يستغرق الربع ساعة بالنسبة للمتوجهين من البويرة إلى العاصمة أو العكس، وثلاث ساعات بالنسبة للقادمين والمتوجهين إلى شرق البلاد، وهو ما يسمح بتنظيم أكبر عدد من التجمعات في أكثر من ولاية. وحضر حفل تدشين آخر شطر من مقطع الوسط، للطريق السيار شرق غرب، كل من وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار محمد بن مرادي، وزير الأشغال العمومية الأسبق محمد قرطبي، المدير العام للحماية المدنية مصطفى الهبيري وولاة كل من بومرداس، البويرة، وبجاية وإطارات القطاع، بالإضافة إلى العمال المشاركين في إنجاز المشروع. ويأتي فتح أعقد مقطع من مشروع القرن، في ظرف هام، حيث يتهيأ المترشحون للانتخابات التشريعية المقررة في ال10 ماي المقبل، لخوض غمار حملة انتخابية تنطلق اليوم عبر كافة ولايات القطر الوطني، وهو ما يفتح أمام هؤلاء سيما قادة التشكيلات السياسية المشاركة في هذا الموعد، الباب لتنظيم تجمعات شعبية بأكبر عدد من الولايات، وإعادة التفكير في برنامج الحملة بالنسبة للذين كانوا يستبعدون فتح شطر الطريق الذي يسمح باختزال الوقت والمسافات، وحتى تكاليف النقل بالنسبة للأحزاب الصغيرة، التي تشتكي عادة من ضعف التمويل. وأقر وزير الأشغال العمومية، في تصريح ل«الشعب» بأهمية الطريق في تقصير المسافات، وتسهيل حركة تنقل المترشحين في الانتخابات التشريعية، فضلا عن انعكاساته الأخرى على قطاع البيئة، تهيئة الإقليم، السكن، وفك العزلة عن المناطق النائية والمعزولة، وتحريك التنمية الاقتصادية بالبلاد، حيث ينتظر تجسيد مشروع إنجاز 40 محطة نشاط اقتصادي على طول مشروع القرن، تقدمت به وزارة الصناعة ووافقت عليه الحكومة. وتميز، حفل تدشين الطريق، الذي يمتد على مسافة 37 كيلومتر، ويشمل 110 منشأة فنية، 15 جسرا كبيرا، وأربعة أنفاق بطول إجمالي 5 كليومتر، بحضور قوي لسكان المناطق المجاورة، رغم رداءة الأحوال الجوية وتهاطل الأمطار بغزارة. وحول المرافقون للوزير، زيارة التدشين إلى أشبه بحملة دعائية، لمترشح ما، حيث أطلق العنان لمنبهات السيارات، وهي تقطع الأنفاق، فيما رفعت الرايات الوطنية، وتسابق آخرون لالتقاط صور تذكارية بالهواتف النقالة، وكاميرات التصوير، إلى درجة أعاقوا بتصرفاتهم ممثلي وسائل الإعلام الحاضرين لتغطية النشاط. وكانت كلمة وزير الأشغال العمومية، الموجهة للحاضرين بالمناسبة أقرب إلى الخطاب السياسي، منه إلى الكلام العادي الموجه في مثل هذه المناسبات، ولو كنا في الولاية التي ترشح فيها، لقلنا أنه كان بصدد القيام بعملية قياس مدى شعبيته وسط العوام من الشعب، قبل الانطلاق رسميا في حملة انتخابية ينتظر أن تكون قوية، نظرا لتنافس أكثر من 40 تشكيلة حزبية على أصوات الناخبين الجزائريين. وصنع الاستثناء، الفنان المعتزل الحاج رابح درياسة، حيث ألهب الخيمة التي كانت تعج بجميع المواطنين والإطارات، بمنطقة بوزقزة، بمجرد أخذه الميكرفون لإلقاء كلمة بالمناسبة، وقد تنازل لثواني عن قرار اعتزاله الغناء الذي اتخذه منذ 15 سنة، وغنى للجميع «يحيا أولاد بلادي»، ورددها معه الحاضرون بصوت واحد، وهو الموقف الذي أخلط مشاعر الوزير غول وجعله يذرف الدموع فرحا. وينتظر، أن تنتهي جميع الأشغال بمقطع الأخضرية الاربعطاش في الاتجاهين، شهر أكتوبر المقبل، مثلما أسر إلينا بعض العاملين في المؤسسة المكلفة بالإنجاز، حيث تعكف حاليا على إتمام الأشغال الجانبية، وسد الفتحات بأروقة الطريق، على أن يسلم مشروع القرن، بجميع مقاطعه الغربية، الوسطى والشرقية، نهائيا لحركة المرور شهر جويلية المقبل، تزامنا وإحياء الذكرى ال50 لاسترجاع الاستقلال الوطني، لتنطلق وزارة الأشغال العمومية في إنجاز مشاريع كبرى أخرى، منها مشروع الهضاب العليا، تبدأ الأشغال به صيف 2012، وتقوم بانجازه مجمعات شركات، كما ستولي العناية لإعادة تهيئة الطرق الوطنية القديمة وصيانتها، على غرار الطريق الوطني رقم 5 الذي يبقى مفتوحا أمام حركة المرور، وتحويل البعض منها إلى طرق سريعة لربطها مع مشروع القرن.