تبحث وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، في إمكانية تعزيز الاستثمار في زراعة شجر الخروب، المقاوم للجفاف والمدر للثروة بالعملة الصعبة، من خلال دعم المستثمرين في انتاج الشتلات وتحسين أصنافها، فهذا المنتوج مطلوب بكثرة في الأسواق الدولية بالنظر إلى فوائده الكبيرة إذ يعد بديلا ممتازا للكاكاو، كما أنه يدخل في صناعة مستحضرات طبية وتجميلية عديدة. ترأس وزير الفلاحة والتنمية الريفية شريف عماري، رفقة الوزير المنتدب المكلف بالزراعة الصحراوية والجبلية فؤاد شهات، أول أمس، اجتماع خصص لشعبة الخروب، تم فيه عرض تجربة بوبلنزة الرائدة في انتاج وتحويل وتصدير هذه المادة. ورغم أن عماري ثمن التجربة التي خاضها هذا المتعامل الذي أصبح من المصدرين الاوائل خارج المحروقات بفضل الاستثمار في انتاج وتثمين مادة الخروب، حيث استطاع اكتساح السوق الدولية بكل جدارة، إلا أنه أكد على ضرورة تعميم هذه التجربة وربطها بوحدات البحث العلمي والتكنولوجي التي تم استحداثها لدى المعهد الوطني للبحث في مجال الغابات والمعهد التقني للأشجار المثمرة. ودعا وزير الفلاحة إلى ايجاد حلول علمية للمشاكل المطروحة من طرف المستثمرين، خاصة فيما يتعلق بانتاج الشتلات وتحسين نوعية أصنافها وغيرها من المسائل المطروحة في الميدان، من أجل تطوير هذا النشاط ليساهم في تنويع مداخيل البلاد وخلق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني. مردودية تشجع على الاستثمار وأعطى تعليمات لتكوين فريق عمل لمناقشة الاقتراحات ووضع مخطط عمل هدفه تنظيم الشعبة، مرافقة ودعم الاستثمار في هذا المجال، خاصة وأن الاستثمار في شجر الخروب، يمكن تحقيقه بجهد ذاتي ولا يحتاج الى دعم كبير وتكاليف باهظة. وحسب المختصين يعد الخروب من الأشجار الواعدة إقتصاديا على المدى الطويل لعدم إحتياجها للعناية الفائقة كأشجار الفاكهة الأخرى، كما يمكن زراعتها في المدن، على حواف الطرقات وفي المناطق الجبلية المنحدرة، والصخرية والفقيرة، كما يمكن غرسها في المناطق السهبية والصحراوية. وتكمن أهمية الخروب، الذي تسيطر على تجارته العالمية اسبانيا، المغرب، وايطاليا، في ثماره المفيدة طبيا، كما أن مطحون قرون الخروب يعد بديلا مهما عن الكاكاو، يضاف إلى القهوة أويستعمل منكهات في الصناعة، كما يستخرج منه عدة انواع من الصمغ للصناعة، ويستعمل أيضا كأعلاف للحيوانات. ويمكن أن يصل مردود الشجرة الواحدة إلى 8 قناطير، وقد يصل إلى 12 قنطارا.