يعقد غدا الجمعة الإجتماع الطارىء لمنظمة الدول المصدرة للنفط ''أوبك'' بفيينا لبحث تطورات السوق النفطية على ضوء الأزمة المالية الدولية التي عصفت بإقتصاديات الدول الغربية وأحدثت حالة من الكساد إنعكست سلبا على أسعار النفط التي تهاوت في زمن قياسي فاقدة أزيد من 50٪ من قيمتها وذلك منذ جويلية الماضي. ومنذ الإعلان عن الإجتماع الطارىء بدأت أسعار النفط تنتعش نسبيا على ضوء تصريحات أعضاء المنظمة بضرورة تقليص الإنتاج لوضع حد للتراجع المستمر في الأسعار التي تدنت الى مستوى يقل عن 67 دولار للبرميل، لتعود الصعود ببضعة دولارات متجاوزة حاجز 70 دولار في المتوسط بالنسبة للبرنت و74 دولار للخفيف الأمريكي، غير أن الأسعار عاودت التذبذب مرة أخرى قبل موعد الإجماع الطارىء بأقل من 48 ساعة لينخفض الخام الأمريكي الى 70 دولار والبرنت الى 67,44 ٪ للبرميل. ورغم التباين النسبي في مواقف بعض الدول الأعضاء في المنظمة بين مؤيد ومتحفظ لخفض الإنتاج، إلا أن الإتجاه العام يميل نحو إحداث تعديل في إنتاج المنظمة من خفضه بمليون برميل في اليوم على الأقل، فيما تأمل دول أخرى مثل إيران الى تخفيض أكبر قدر ممكن قد يتعدى مليوني برميل وهو الفائض الزائد عن الطلب العالمي الذي تم ضخه للتأثير على الأسعار وثم ذلك بطريقة غير مباشرة. وكان وزير الطاقة والمناجم ورئيس منظمة الأوبك السيد شكيب خليل أكد في تصريحات سابقة عن ضرورة إتخاذ قرار التخفيض بناءا على دراسة وتحليل معمقين للسوق النفطية وذلك في إجتماع الغد، كما دعا من جهة أخرى الدول النفطية غير الأعضاء في الأوبك الى تخفيض إنتاجها للتأثير على الأسعار التي تهاوت بشكل كبير، خاصة وأن التخفيض الأول الذي أقر في سبتمبر الماضي القاضي بتقليص الإنتاج ب 52 ألف برميل في اليوم لم يؤثر في مستوى الأسعار التي ظلت تتراجع وزادتها حدة الأزمة المالية العالمية التي ترجمت ببروز كساد بدأت بوادره تظهر للعيان من خلال تراجع الطلب على الخام وتراجع معدلات النمو في الدول الصناعية، مما أدى الى خفض التوقعات الى 0,64 ٪ مقابل 1,02 ٪ . وقد يتوصل أعضاء أوبيك الى حل وسط قبل عقد الإجتماع الطارىء بتقليص في الإنتاج على أن يتم ذلك على مراحل كما لمح الى ذلك وزير الطاقة الجزائري الذي أوضح قبل أيام أنه بالإمكان اتخاذ قرارات كثيرة في اجتماعات أخرى قد تقرر بناء على وضعية السوق النفطية وذلك قبل عقد القمة المقررة في الجزائر في 17 ديسمبر القادم. العربية السعودية، البلد الذي يتصدر الترتيب من حيث إنتاج المنظمة ب 9,55 مليون ب/ ي لم يفصح بعد عن موقفه بوضوح، وإن كان تحفظه يفسر بإحتمال ميله لتأييد التخفيض، إلا أن الإحتمالات تبقى واردة خاصة وأنه لم يتوان في ضخ المزيد من النفط عندما بلغت الأسعار أوجها في بداية الصائفة الماضية، بينما تؤيد دول أخرى في المنظمة مثل فنزويلا وقطر والجزائروإيران ثاني أكبر دولة منتجة ومصدرة للنفط في المنظمة ب 4,02 مليون ب/ ي تخفيض الإنتاج. سلوى روابحية