شهدت أسعار النفط طيلة عام 2008 تقلبات ومنعرجات حادة بالأسواق العالمية بدأت بارتفاع سعر البرميل إلى غاية 147 دولار في شهر جويلية الماضي، لتهوي إلى أسعار جد منخفضة خلال الثلاثي الأخير من السنة لتستقر تحت عتبة ال 40 دولار نتيجة الانخفاض على الطلب المترتب عن إفلاس عدد معتبر من الشركات الأوروبية والأمريكية جراء أزمة المال التي عصفت باقتصاديات كبريات الدول• أثر انخفاض سعر النفط في الأسواق العالمية على اقتصاديات الدول المصدرة للنفط بما فيها الجزائر، إذ كان من المتوقع تسجيل 80 مليار دولار كمداخيل المحروقات لسنة 2008 إلا أن هذا الرقم لم يتحقق بسبب انخفاض سعر البرميل ولم تتجاوز مداخيل السنة 76 مليار دولار أي خسارة 4 ملايير دولار. وحسب تصريحات المسؤولين فإن هذا الرقم لم يسجل منذ أكثر من 20 سنة• دول الأوبك تقرر خفض إنتاجها ب 4•2 مليون برميل يوميا منذ شهر سبتمبر لمواجهة تدهور أسعار النفط قررت منظمة الدول المصدرة للنفط "الأوبك" خفض إنتاجها لإحداث نوع من التوازن بين العرض والطلب في الأسواق لاسيما أمام انخفاض الطلب على هذه الطاقة لارتباطات متعلقة بتأثير الأزمة المالية على الشركات وتسريح آلاف العمال بقارتي أوروبا وآسيا، وقد اتفقت دول الأوبك على خفض إنتاجها ب 4•2 مليون برميل يوميا منذ سبتمبر الفارط، أين تم الاتفاق عن خفض إنتاج دول الأوبك بمقدار800 مليون برميل يوميا، ثم أعقب ذلك اجتماع الجمعة 24 أكتوبر المنصرم أين تم الاتفاق على خفض الإنتاج بمقدار 1•5 مليون برميل يوميا، ونظرا لعدم استجابة أسواق النفط لهذه القرارات المهمة استلزم سوق النفط خفضا جديدا لخلق نوع من التوازن بين العرض والطلب ليأتي بعدها اجتماع وهران في 17 ديسمبر الماضي، أين اتخذت الدول المصدرة للنفط قرار مهم جدا يعتبر سابقة في تاريخ المنظمة وذلك لخفض الإنتاج بمقدار 2•2 مليون برميل يوميا اعتبارا من شهر جانفي 2009، وأشار متعاملون في سوق النفط الدولية أن هذا الخفض يعد الأكبر من نوعه في تاريخ المنظمة وسوف يساهم في امتصاص الفائض من الأسواق النفطية التي تعاني تخمة أدت إلى تراجع أسعار النفط بأكثر من 100 دولار للبرميل من أعلى مستوى بلغته في جويلية الماضي، وهو ما كبد المستثمرين في عقود النفط خسائر كبيرة، وتحاول أمانة المنظمة من خلال اجتماع وهران العمل على تحفيز الدول الأعضاء على التقيد بحصص الإنتاج المقررة وفقا للاتفاق الأخير بهدف انتشال السوق النفطية من الإغراق الذي يلف أروقتها لاسيما بعد الأزمة المالية التي عصفت بالاقتصاد العالمي ودفعت الطلب على مصادر الطاقة إلى التراجع بصورة حادة ما ساق أسعار النفط إلى الانحدار إلى مسارات أقلقت الدول المنتجة التي تعتمد على الوقود الأحفوري في رفد مواردها المالية وتمويل استثماراتها التنموية، كما أعلنت دولٌ منتجةٌ خارج المنظمة استعداداها للتعاون مع أوبك، ضمنها روسيا التي أعلنت نيتها خفض كميات الإمدادات في العام المقبل بمقدار 320 ألف برميل يوميًا، كذلك قالت أذربيجان أنها مستعدة لعرض خفض في إنتاجها النفطي بما يصل إلى 300 ألف برميل يوميًا لمساعدة أوبك على تعزيز الأسعار، وبهذه القرارات انخفضت نسبة إنتاج دول الأوبك من الإنتاج العالمي حيث كانت تمثل نسبة 40 بالمائة قبل قرار 24 أكتوبر الماضي لتنخفض بعدها تحت ال 35 بالمائة عقب اجتماع وهران. وحسب تصريحات المسؤولين فإن انخفاض أسعار البترول في ظلال الأزمة المالية العالمية لا تأثر بشدة على الاقتصاد الوطني كون السعر المرجعي للبرميل الذي حددت على أساسه ميزتنية 2009 يقدر ب37 دولار•