دعا المختص في الصحة العمومية الدكتور فتحي بن أشنهو إلى ضرورة تكثيف الحملات التوعوية والتحسيسية حول فيروس كورونا»كوفيد -19 «من خلال الاستمرار في تقديم النصائح والإرشادات التي من شأنها أن تساهم في احتواء الفيروس والتقليل من انتشاره، قائلا:» إن غياب الوعي لدى المواطنين يؤدي إلى كارثة صحية دفع ثمنها الأكثر عرضة لمخاطر الفيروس». يأتي هذا في الوقت الذي أمر فيه رئيس الجمهورية خلال اجتماع مجلس الوزراء، بتشديد الرقابة الصحية المتعلقة بجائحة كورونا عبر التراب الوطني والتنقل كلما كان ذلك ضروريا للوقوف على الوضعية في عين المكان، والذي تعزز بالإضافة إلى اللجنة العلمية لرصد ومتابعة تفشي الجائحة، بإنشاء الوكالة الوطنية للأمن الصحي. وهو أمر يصطدم مع سلوك المواطن الذي يبقى عنصرا محوريا في المعادلة الصحية، خاصة وأن المختص في الصحة العمومية وصف في تصريح خص به «الشعب» الوضع الوبائي في الجزائر بالخطير، والذي يمكن أن يسوء أكثر بسبب استمرار اللامبالاة وغياب الوعي لدى نسبة كبيرة من المواطنين، مشيرا إلى أن البعض منهم لا يؤمنون بوجود هذا الوباء ويعتقدون بأن لكل داء دواء بالرغم من تحذيرات المختصين والباحثين من مخاطر هذا الفيروس . وشدد على أهمية الالتزام بالقواعد الوقائية لاسيما ما تعلق بتطبيق التباعد الاجتماعي والتقيد بشروط النظافة بصفة يومية ودائمة، خاصة وأن التعايش مع الفيروس بات الخيار الوحيد، بالإضافة إلى ضرورة تعزيز العمل الميداني من خلال التواصل المباشر مع المرضى والأطباء، الذين يتكفلون بحالات»كوفيد -19»بغرض تقييم الوضع الوبائي على مستوى جميع المستشفيات بدقة، وهو ما من شأنه أن يساهم في السيطرة على الوباء. ويرى الدكتور بن أشنهو أنه حان الوقت لتدارك الأخطاء السابقة وإصلاح المنظومة الصحية ووضع حد لسوء التسيير الذي تسبب في الوضع المزري الذي يشهده القطاع حاليا، مشيرا إلى أهمية الاستثمار في الصحة الوقائية التربوية لمواجهة مختلف الأمراض والأوبئة، زيادة على الإسراع في انتهاج وتسطير مخطط وقائي استعجالي. وفيما يخص انعكاسات الرفع الكلي للحجر الصحي على مستوى 19 ولاية، أجاب المختص في الصحة العمومية أن الأزمة الاقتصادية التي تسبب فيها فيروس كورونا تتطلب عودة الحياة وفتح الأنشطة الاقتصادية والتجارية، ولكن بحذر لتجنب كارثة صحية من خلال الالتزام بالتأطير الصحي الصارم وتعزيز المراقبة الصحية ومواصلة الامتثال لجميع التدابير الوقائية.