البلاد - خ. رياض - كشف مختصون في الأمراض الوبائية عن أن تطور الحالة الوبائية في الجزائر متحكم فيها، بخلاف دول أخرى فقدت السيطرة على مواجهة فيروس "كوفيد 19"، بسبب الإجراءات التي اتخذتها الحكومة منذ انتشار وباء كورونا المستجد"، الذي يوشك على تخطي 2500 إصابة مؤكدة عبر 47 ولاية ويرى الأخصائي في الأمراض المعدية والطب الوقائي في مستشفى ايطو بوهران، لطفي بوخنتاش، أن نجاعة التدابير المتخذة في مواجهة "الجائحة" الوبائية كانت سببا مباشرا في تحكم الجزائر في الحالة الوبائية، مضيفا أن الحكومة اختارت الاستباقية بفضل القرارات الحاسمة التي اتخذها الرئيس عبد المجيد تبون. وذكر المتحدث، أنه "لولا الإجراءات التي اتخذتها السلطات من خلال أوامر رئيس الجمهورية، فإن الضحايا كانوا سيصلون الآن 5000 وفاة" بالنظر إلى موقع الجزائر القريب من دول الأبيض المتوسط وتمركز جاليتها المغتربة في بعض الدول الأوروبية الموبوءة، نتيجة الانتشار اللافت لفيروس كورونا على مستوى هذه الدول، على غرار إسبانيا وفرنسا، مشيرا إلى أنه جرى عزل الجزائر عن العالم، بالإضافة إلى الحجر الصحي الناتج عن حالة الطوارئ الصحية وغيرها من الإجراءات التي تؤشر على اليقظة المؤسساتية للحكومة، التي تعتبر من بين الدول في العالم التي سارعت إلى اتخاذ مثل هذه القرارات المصيرية والحاسمة. من جهة ثانية، أكد آيت قاسي عبد الحكيم، طبيب مختص في الأمراض الوبائية في مستشفى "شيغيفارا" بمستغانم، أن "التعاطي مع هذا الوباء اتسم بالمصداقية، حيث ظلت السلطات العمومية في تواصل شفاف ومستمر مع المواطنين"، مشيرا إلى "التعبئة الكبيرة التي انخرط فيها الجزائريون، وحققت إجماعا منقطع النظير لتجنيب البلاد الأسوأ". في هذا السياق، قال الدكتور ذاته، إنه بات من الضروري تسلح المواطن الجزائري بسياسة وبائية أكثر صرامة خصوصا في المدن، التي تخضع للحجر الصحي الجزئي، لافتا إلى أنه يقترح وضع الكمامات لإبعاد كل المخاطر الوبائية. ويرى محدثنا، أن "الحالة الوبائية الأولى كانت لا تتطلب الكمامة، ولكن اليوم نحن في مرحلة حرجة"، وأن فترة الذروة تحصد وفيات بالعشرات، موردا أن "إجراءات النجاعة تتطلب مواجهة هذا الوباء، لأننا انطلقنا بشكل قوي، ويجب أن نستمر بشكل قوي". وقال أيت قاسي، إن "الكمامات ليست بطابع طبي بل منزلي، والجزائر تنتج أكثر من 300 ألف يوميا كمامة في اليوم"، مشيرا إلى أن "هذه الكمامات تتوفر على معايير صحية، ولكن تحتاج الالتزام بالإجراءات الصحية الأخرى". مختص في علم الأوبئة يتفاءل بتراجع فيروس "كورونا" . أوضح سليمان عمراني، مختص في الطب الوقائي والأمراض التناسلية، أن الجزائر دخلت مرحلة عصيبة من تطور الفيروس، لكن ليس بالحجم الذي تعرفه بعض الدول، "إذ ينتشر بأعداد صغيرة عبر ولايات عديدة، وهو ما يساهم في محاصرته أكثر فأكثر للحد منه"، مؤكدا أن "التباطؤ مؤشر جيد والهدف الحد من عدد الإصابات"، موصيا بالتزام الصبر "حتى تكون هناك نتائج أفضل". كما تحدث المتحدث نفسه عن الخصائص الوبائية لمرض كورونا بالقول "نحن اليوم أمام مشكل الصحة العمومية وليس الصحة الشخصية.. تأثير تصرفاتنا لا يمسنا نحن فقط بل يمس محيطنا ككل".