اهتم العدد الأخير لمجلة ميناء الجزائر، بمجموعة من الملفات الحساسة، في صدارتها، الاقتصاد المينائي في مواجهة فيروس كورونا، وتحدي تحقيق الانتعاش بمضاعفة الجهود بعد تراجع النشاط والحركة على مستوى الميناء، بسبب الحجر الصحي، في وقت رفع ميناء العاصمة من سقف أهدافه على المدى القريب، من خلال العمل على زيادة طاقة الموانئ التجارية وفي حركة الحاويات حوالي 3 أضعاف خلال عام 2021. تأثر نشاط ميناء الجزائر بشكل كبير، كونه رافعة أساسية للاقتصاد الوطني، بسبب انخفاض إيرادات النفط والأزمة الصحية العالمية، على خلفية تسجيل نشاطه انخفاضا في حركة الملاحة والبضائع، وبالموازاة مع ذلك عرف تراجع في إيرادات الثلاثي الأول من 2020، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، بفعل تراجع حركة الحاويات والمحروقات، حيث رست خلال الثلاثي الأول من العام الجاري بميناء الجزائر 428 باخرة من بينها 385 تجارية لبلوغ 86 بالمائة من الهدف المحدد، وانخفاض بنسبة «-5.93» مقارنة بإحصائيات الثلاثي الأول 2019، علما أن التراجع شمل سفن البضائع الأفقية وغاز البوتان والمسافرين وحاملة الحاويات، وكان الهدف المحدد للحركة الإجمالية للبضائع ب 3.15 مليون طن للثلاثي الأول 2020، تم انجازه بنسبة 82 بالمائة، مسجلا تراجعا بحوالي 9.75 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، لكن عرف ارتفاعا في واردات بعض شحنات البضائع المتجانسة، خاصة ما تعلق بالحبوب والمنتجات المعدنية ومواد البناء. ومن المقرر أن تقفز قدرات الموانئ التجارية الجزائرية في مجال حركة الحاويات بنحو 3 أضعاف في عام 2021، بحسب ما صرح به جلول عاشور، الرئيس المدير العام لمجمع الخدمات المينائية، وبالمقابل تم إرساء سلسلة من الإجراءات بهدف تحفيز التصدير وإقامة أرضيات خارج الموانئ وفتح مدرسة للتكوين في المناجمنت بولاية مستغانم ومدرسة أخرى للتكوين في المهن المينائية بولاية بجاية. ونظم ميناء العاصمة في إطار تجسيد إجراءات الوقاية من فيروس «كوفيد19»، عملية تطهير واسعة للسفن التجارية، في مبادرة سمحت بتعقيم البواخر التجارية، وكذا البضائع المشحونة الموجهة للسوق الداخلية، بهدف طمأنة العمال والمستهلكين بأن كل ما يعبر من الميناء خاضع للرقابة والتطهير، وعرفت عملية المراقبة الصحية دعما وتعزيزا بفعل الجائحة. وسلط العدد الأخير للمجلة على العديد من النشاطات التي نظمها ميناء الجزائر، من بينها لقائه بميناء الجزائر العالمي والشركات البحرية ووكلاء الشحن وإبرام اتفاق مشترك حول برمجة الوثائق الالكترونية، وسلطت المجلة الضوء على تدعيم مجمع سونطراك بناقلتي غاز ونفط، وكان مدير ميناء الجزائر محمد العربي قد تفقد في زيارات تفتيش مدى تطبيق واحترام القواعد الصحية بالمحطة البحرية، ودخل المسافرون الجزائريون القادمين من مدينة مرسيليا من ميناء الجزائر مع بداية أزمة الفيروس وبلغ عددهم 740 مسافر، وضعوا تحت الحجر الصحي بفندقي مازفران والرياض. ومن النشاطات التي سلطت عليها المجلة الضوء الاحتفاء بذكرى 2 ماي 1962، والتي تم فيها تذكر الشهداء الذين طالتهم جريمة OAS الارهابية ضد عمال ميناء الجزائر، وكذا العمل التضامني الذي قدم من طرف مؤسسة الميناء في توزيع هبات على العائلات المعوزة، خلال شهر رمضان.