اعتقل جنود الاحتلال الإسرائيلي، المنسّق العام للجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة الاحتلال الإسرائيلي المعروفة اختصارا باسم «بي دي أس»، محمود النواجعة، من بيته في يطا جنوبيّ محافظة الخليل. بحسب اتفاقية الأممالمتحدة الدولية لقمع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليها، فإن «اضطهاد المنظمات والأشخاص، بحرمانهم من الحقوق والحريات الأساسية، لمعارضتهم للفصل العنصري»، يعتبر «أحد الأفعال اللاإنسانية المرتكبة لغرض إدامة نظام الفصل العنصري». انطلقت حركة مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (ب يدي أس) في عام 2005، بنداءٍ صدر عن الغالبية الساحقة في المجتمع الفلسطيني في الوطن والشتات، وتشمل النقابات والحركات الجماهيرية والمنظّمات النسائية والحملات الفلسطينية والقوى السياسية. تدعو حركة المقاطعة بقيادة اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة الكيان الإسرائيلي، إلى إنهاء الاحتلال ونظام الفصل العنصريّ الإسرائيلي، وإلى انتزاع الحق الذي نصّت عليه الأممالمتحدة بعودة اللاجئين الفلسطينيين، الذين هُجّروا قسّراً خلال نكبة العام 1948، إلى ديارهم. في بيانٍ سابقٍ للجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة، يرحّب بإدانة العشرات من خبراء حقوق الإنسان في الأممالمتحدة لخطّة الضمّ الإسرائيلية، باعتبارها بلورةً ل «نظام الأبارتيد في القرن الحادي والعشرين». صرح محمود النواجعة: «على مدار عقود، سمح التقاعس والتواطؤ الدوليان لإسرائيل بانتهاك القوانين وتصعيد استعمارها للأراضي الفلسطينية المحتلّة، فضلاً عن فرضها نظام الأبارتهايد، وهو نظامٌ منصوص عليه في القانون الداخلي الإسرائيلي». تابع:»حان الوقت لجميع الدول والمنظّمات الدولية للامتثال لالتزاماتها القانونية عبر اتخاذ إجراءاتٍ مضادّةٍ فعّالة، بما في ذلك فرض العقوبات على إسرائيل من أجل مواجهة الضمّ الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ونظام الأبارتيد والإنكار المستمرّ لحقنا غير القابل للتصرف في تقرير المصير». خلال السنوات الأخيرة، نمت حركة المقاطعة (BDS) عالمياً، وتنامى تأثيرها ليصل إلى مختلف البرلمانات حول العالم، من جنوب إفريقيا إلى الكونغرس الأمريكي، وإلى الأحزاب السياسية والنقابات العمّالية والكنائس وحركات العدالة العرقية، وصولاً إلى الشخصيات الثقافية والفنية الشهيرة. تشن الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرّفة، منذ سنواتٍ، حرباً على حركة المقاطعة معترفةً بتأثيرها الاستراتيجي، إلى الحدّ الذي خصّصت فيه موارد مالية وبشرية هائلة لمحاربة الحركة. في رد فعلها على اعتقال النواجعة، رأت حركة المقاطعة أنّ «نظام الاستعمار-الاستيطاني والاحتلال العسكري والفصل العنصري الإسرائيلي يحاول يائساً ترويع نشطاء المقاطعة وعائلاتهم، بعد أنْ فشل في إبطاء نمو الحركة. بينما تصبح إسرائيل نموذجاً يحتذى به في أقصى اليمين العنصري الاستبدادي حول العالم، أصبحت حركة المقاطعة مكوّناً رئيسيّاً في الموجة التقدّمية العالميّة التي تُحارب من أجل عدالة الشعوب والعدالة العرقيّة والاقتصادية والاجتماعية والجنسانية والمناخية».