رفع درجة التأهب تحسبا لمرحلة رفع الحجر الصحي رفعت عاصمة الغرب الجزائري، وهران، درجة الاستعداد والتأهب، تحسبا لاستقبال السياح والزوار من مختلف أنحاء الوطن، مع استمرار تفشي فيروس «كورونا»، خاصة بعدما أثبتت التحقيقات الوبائية التي تقوم بها الفرق المختصة، التابعة لمديرية الصحة والسكان تسجيل حالات إصابة قادمة من خارج الولاية. لا تزال الباهية من بين الولايات الأكثر تسجيلا للإصابات الجديدة بفيروس «كورونا»، لعدة أسباب، أرجعها رئيس مصلحة الوقاية والمكلف بالاتصال بالمديرية المحلية للصحة، يوسف بوخاري إلى زيادة معدل التشخيص المبكر، وأيضا التوافد الكبير للزوار من مختلف المدن الجزائرية وضعف التدابير الوقائية الإحترازية، متوقعا أن تعرف «هذه الأرقام ارتفاعا مع الإعلان عن نتائج التحاليل الخاصة بعيد الأضحى، والأيام التي شهدت اكتظاظا وطوابير بمراكز البريد والأسواق، عشية العيد.». 5 آلاف إصابة.. وأكثر من 16 ألف اختبار «بي سي أر» وتحتل وهران المراتب الأولى وطنيا في نظام الفحص المبكر للكشف عن فيروس كورونا المستجد، حيث تمكنت من إجراء أكثر من 16 ألف كشف مخبري « PCR «، في وقت تجاوز عدد الإصابات بالفيروس في الولاية 5 آلاف إصابة إلى غاية 13 أوت الجاري، فيما ناهزت حالات الشفاء، خلال نفس المدة 4117 حالة، مع تسجيل ثلاث وفيات على الأقل يوميا، أغلبهم من كبار السن وذوي الأمراض المزمنة، وفق نفس المسؤول. وأعرب الدكتور «بوخاري» عن تخوفه من افتتاح المساجد والشواطئ، وأماكن الاستجمام والتسلية، اعتبارا من اليوم، خاصة وأن الشواطئ على سبيل المثال تشهد توافدا كبيرا، رغم المنع، ولاسيما تلك الواقعة بالقرب من التجمعات السكنية، وذلك رغم جهود الأمن والدرك الوطني. ومن جهة أخرى، طمأن نفس المسؤول، كافة المواطنين، بأنّ المساجد المعنية بقرار إعادة الفتح، ستكون تحت مراقبة المؤسسات الصحية، وفي حالة عدم احترام الإرشادات والتدابير المنصوص عليها، تغلق مباشرة، داعيا في نفس الوقت الجمعيات، وفعاليات المجتمع المدني بمواصلة العمل التحسيسي وجهودهم المبذولة للتصدي لجائحة كورونا. متعافون يصابون بعد الشفاء بالسكري والضغط الدموي شدّد المتحدث ذاته إلى «ضرورة تقبل فكرة التعايش مع فيروس كورونا المستجد، مشيرا إلى أنه ما من أحد يستطيع التنبؤ بموعد اختفاء مرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد، موجها نداء من أجل احترام الإجراءات الوقائية، والتحلي بروح المسؤولية للحد من انتشار فيروس كورونا. وحذّر نفس المسؤول من أنّ استراتيجية فيروس «كورونا» المسبب لمرض كوفيد 19، لا تزال غامضة، ومحل دراسات عديدة، لاسيما مع ظهور أعراض جديدة للإصابة، وثبوت تعرض أعداد كبيرة من حاملي «الفيروس» لمشاكل صحية وأمراض أخرى، كما أوضح أن «المختصين بوهران، اكتشفوا إصابة بعض الحالات التي شفيت من «كورونا» بأمراض السكري والضغط الدموي، أغلبهم شباب تتراوح أعمارهم بين 35 و48 سنة، والغريب أنهم لم يكونوا مصابين بهذه الأعراض، وليس لهم تاريخ لأمراض وراثية في العائلة.» وبخصوص إمكانية تأثير «كلوروكين»، وآثاره الجانبية، طمأن بأن الأخير آمن، ويباع بالسوق الجزائرية، منذ أكثر من 50 سنة ويستخدم في الوقاية من داء «الملاريا» وعلاجها في الصحراء والهضاب العليا، ناهيك عن الأمراض المزمنة الأخرى على غرار أمراض العظام والمفاصل، كالهشاشة المفرطة والروماتيزم. وأوضح بأن هذا النوع من الأدوية، يتم وصفه لمدة أقصاها 10 أيام للحالات الحادة فقط داخل المراكز المخصصة، مع إخضاع المريض لاختبارات ومراقبة طبية صارمة، فيما توصف علاجات أخرى للشباب والفئة الحاملة للفيروس بدون أعراض، على غرار زنك، فيتامين سي، خافضات الحرارة، إضافة إلى المضادات الحيوية في حالة وجود العلامات السريرية للعدوى كالسعال، والبلعم الملون. كما كشف المتحدث ذاته، أنّ المختصين في الأشعة بالولاية، اكتشفوا علامات أخرى، قد تكون مؤشرا كبيرا على الإصابة بالفيروس، ومنها التصاق الفيروس بالبنكرياس، وأيضا الأمعاء والمخ والأوعية الدموية، ويعتقد الدكتور أنّ «الفيروس يأخذ منحى آخر، لاسيما مع تواصل ظهور أعراض جديدة، ومنها نوبات عصبية أو سكتات دماغية، وذلك إلى جانب الأعراض المتعارف عليها: الحمّى والإعياء والسعال الجاف والتهاب الحلق، والصداع والرشح وفقدان حاستي الشم والتذوق، وكذا الغثيان والإسهال وبعض الأوجاع المتفرقة في بعض الحالات. أول حالة وفاة في القطاع الصحي شدّد نفس المسؤول على ضرورة التحلي بالمسؤولية والشعور بمعاناة الآخرين من الذين يجابهون الخطر في الصفوف الأولى، منذ نحو سبعة أشهر كاملة، دون راحة، ولاسيما بعد فرض الحجر الصحي على الأطقم الطبية العاملة في مصالح كوفيد «19». أعلنت عن ارتفاع أعداد المصابين بمرض «كورونا» في صفوف الكادر الطبي والجيش الأبيض إلى 200 مصاب عبر مختلف المؤسسات الاستشفائية، فيما سجلت الولاية أول حالة وفاة بمرض فيروس «كورونا» الجديد «كوفيد-19»، وسط الأطقم الطبية وعمال قطاع الصحة. ويتعلق الأمر بسائق سيارة إسعاف لعيادة التوليد نوار فضيلة، يبلغ من العمر «60» سنة، توفي جراء إصابته بمرض فيروس كورونا، بعد 42 سنة خدمة فعلية بقطاع الصحة.