ما تزال ظاهرة تجوال الأبقار ببعض أحياء عنابة، تشكّل لوحة مسيئة لهذه المدينة المعروفة بطابعها الحضاري ومنظرها الجمالي، حيث باتت تقاسم سكان العديد من الأحياء طرقاتهم وشوارعهم، وتتجول إلى جانب المارة بكل حرية وبشكل عادي، في غياب الرقابة للسلطات المحلية التي تقف موقف المتفرج أمام هذه الظاهرة. رغم الشكاوى التي رفعها سكان هذه الأحياء وعلى رأسهم قاطنو بلدية سيدي عمار، إلا أنهم لم يجدوا آذانا صاغية تنهي معاناتهم مع هذه الحيوانات، والتي تنتشر بكثرة، والأدهى من ذلك أنها تعبث بالنفايات مشكلة منظرا مؤسفا للغاية أمام صمت المعنيين، والذي استغرب له سكان هذه الأحياء، متسائلين عن عدم إتخاذ قرارات ردعية في حق أصحاب هذه الأبقار، والذين لا هم لهم سوى تركها ترعى في أي مكان دون مراعاة لعامل النظافة الذي تتطلبه هذه الحيوانات الأليفة، وإلا ستصبح مصدر خطر. ظاهرة تؤرق أيضا أصحاب المركبات، على اعتبار أن هذه الأبقار تسلك أيضا الطرقات، مسببة ازدحاما في حركة المرور، وقد تشكل خطرا كبيرا على السائقين في حال ما إذا تسببت في حوادث مرور وعلى الأغلب ستكون مميتة، حيث أن هذا الأمر يحدث أيضا أمام المنتخبين المحليينا والذين لا يحركون ساكنا أمام خطورة الوضع. وضرب مربو المواشي عرض الحائط بالقرار الولائي رقم 1765 المؤرخ بتاريخ 22 سبتمبر 2019، والقاضي بمنع تجوال الحيوانات بمحيط العمران لبلديات عنابة، وفي حال ما تم الإخلال بها تحول المواشي من أبقار وأغنام إلى محشر البلدية مع دفع غرامة مالية لصاحب الحيوان المحجوز، بحيث يمكنه استرجاعها بعد 4 أيام من وضعها في المحشر مع التعهد بعدم تكرار هذه الظاهرة، وإلا تتخذ في حقه إجراءات أخرى صارمة بذبح الحيوان المحجوز، والتبرع به للهيئات التي لها علاقة بالنشاط التضامني..تعليمة لم تؤخذ بعين الاعتبار بدليل الأبقار التي ما تزال تتجول بعديد الأحياء على غرار سيدي عمار، الشعبية، سيدي سالم والذي تتقاسم فيه الأبقار سكانه شاطئ هذا الحي. ظاهرة أخرى خطيرة تنتشر على وجه الخصوص بحي الريم ببلدية عنابة، وهي ظاهرة إنتشار الخنازير، والتي كانت في وقت ما تظهر ليلا عندما تقل الحركة في شكل قطيع بحثا عن الطعام أو الفضلات، إلا أنها أصبحت اليوم وفي بعض الأحيان تظهر بصفة عادية صباحا، وهو الأمر الذي أثار مخاوف سكان حي الريم، على اعتبار أن هذا الحيوان البري يشكل خطرا كبيرا على سكان الحي وخصوصا الأطفال صغيري السن، والذين لا يعون الخطر المحدق بهم، حيث يناشد سكان هذا الحي السلطات المحلية للنظر في هذه الوضعية، وعدم الاستهتار بالأمر، مطالبين بالتدخل العاجل للقضاء عليها قبل أن تحل الكارثة.