نظمت وزارة البيئة، أول أمس، بجامعة الجزائر 1 يوسف بن خدة، حفل توزيع الجوائز في المسابقة الوطنية الخاصة بالأطفال المتمدرسين في فترة الحجر المنزلي. تتكون هذه المسابقة التي أطلقت عبر الأنترنت بتاريخ 11 أفريل الفارط تحت شعار «هيا لنكون مبدعين في منازلنا» بالتنسيق مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، من ستة فئات تشمل كل من «فن إعادة التدوير» و»تركيب الفيديو» و»فن تشكيلي» و»رسم» وشعر» و»القصة القصيرة». وتهدف هذه المسابقة التي تميزت بتكريم 30 تلميذا إلى إحداث «تغيير إيجابي وإبداعي» في الحياة اليومية للأطفال المتمدرسين الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و14 عاما، المحجوزين في المنازل بسبب الإجراءات الصحية، وذلك بمنحهم فضاء يمكنهم من إبراز خيالهم وإبداعهم وتحرير مواهبهم. وأكدت وزيرة البيئة، نصيرة بن حراث، بهذه المناسبة، أن المبادرة كانت لها أثر «إيجابي»، بحيث أسفرت على مشاركة، كما قالت، قرابة 190 مترشح حامل لإنجازات فنية قابلة للتقييم في شتى المواضيع، مشيرة إلى أنه «لم يدخر أي جهد من أجل التجسيد الفعلي للبرنامج المسطر لحماية البيئة لاسيما الشق الخاص بالتوعية والتربية البيئية والسهر على تحقيق أهدافه». وأوضحت أن لجنة التحكيم المتكونة من ممثلين عن قطاعي البيئة والتربية الوطنية وكذا فنانين يتمتعون بسمعة على المستوى الوطني، عكفت من أجل تقييم أحسن الانجازات التي سبق وأن كانت موضوع تقييم مبدئي من طرف لجان ولائية شكلت خصيصا لهذا الغرض. وفي هذا الإطار، أشارت بن حراث أنه عملا بما جاء به الدستور الجديد الذي حمل ضمن أولوياته، كما قالت، جانب الاعتناء بالطفولة وضمان حقوقها، إلى أن وزارة البيئة تشجع مثل هذه المبادرات وتدعوللتكثيف منها لأنها «تستهدف أطفالنا رجال ونساء الغد لتغرس فيهم روح المواطنة البيئية التي تنمي فيهم الوعي والثقافة البيئية وتعمق جذور الإحساس بالمسؤولية الذاتية للفرد اتجاه تفعيل السلوك الأخلاقي البيئي». وذكرت بالمناسبة، أن سبب اختيار مدرج بن بعطوش التاريخي بجامعة الجزائر 1 لتكريم الأطفال راجع سيما لخروج منها نخبة من المفكرين والعلماء الجزائريين والعالميين في مختلف المجالات وعلى رأسهم رئيس الحكومة الأسبق بن يوسف بن خدة في الصيدلة وجورج مارسيه في الآثار الإسلامية ومحمد بن أبي شنب في الفرنسية وآدابها وموريس أودان في الرياضيات وكذا محمد أركون في الفلسفة والقانون. ومن جهتها، أوضحت سفيرة ألمانيا، إليزايث وولبرز، أن وزارة البيئة كانت ركيزة أساسية لهذا التعاون المثمر والثري، مشيرة إلى أن هذا التعاون استطاع من توسيع قاعدته ليشمل المزيد من القطاعات المختلفة والمجمعة حول مواضيع البيئة والطاقة المتجددة. وأكدت وولبرز أن مبادرة المسابقة الوطنية لأطفال المدارس ولدت في ظروف صحية استثنائية، هدفها مساعدة الأطفال في استعمال خيالهم من أجل التعلم والبحث. وأشارت أن تحديات الموجودة في مجال البيئة يجب أن تحل بمبادرات جماعية، معبرة في آن واحد عن سعادتها في بمستوى التعاون الجزائري-الألماني. وفي كلمة قصيرة، أكد وزير التربية الوطنية، محمد واجعوط، أنه ب»مثل هذه المبادرات التي نثمنها كثيرا هي التي تجعل الطاقات تتفجر وكذلك تجعل الرؤى تتضح والمسار يسطر»، في حين عبرت وزيرة الثقافة، مليكة بن دودة، عن تفاؤلها بمستقبل الإبداع والمحافظة على البيئة، داعية لمواصلة هذا النوع من المبادرات لإظهار، كما قالت، كل ما يمتلكه الأطفال من خزان إبداعي وقدرة كبيرة على فهم ما يدور حولهم. للإشارة فقد حضر لهذا الحفل وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبد الباقي بن زيان.