تحتضن الساحة المقابلة لمحطة القطار بولاية بومرداس، معرضا للصناعة التقليدية والحرف اليدوية، بمشاركة عدد من المنتجين النشطين في مختلف القطاعات من أجل التعريف بالإبداعات الفنية التي تسهر على تقديمها أنامل ذهبية ساهمت بشكل كبير في حماية هذا الموروث التقليدي الأصيل ونقله عبر الأجيال وهذا بالتزامن مع ذكرى ثورة الفاتح نوفمبر وموعد الاستفتاء على الدستور، وفرصة أيضا للحرفيين من اجل الاحتكاك وتبادل الخبرات وطرح معوقات المهنة. بمبادرة من غرفة الصناعة التقليدية والحرف لبومرداس، بالتنسيق مع مديرية السياحة والمنظمة الوطنية للنشاط السياحي، تتواصل إلى غاية 11 نوفمبر القادم فعاليات المعرض الولائي للحرفيين الذين أرادوا من خلال هذا النشاط السنوي الخروج من الدائرة الضيقة على المستوى المحلي بالبلديات والقرى النائية نحو الفضاء الرحب بعاصمة الولاية وبأكثر دقة أمام محطة القطاع التي تعرف يوميا حركية كبيرة للمسافرين وزوار الولاية الذين يقصدون المنطقة، وهو خيار استراتيجي تبنته الغرفة منذ سنوات قليلة كبديل عن الفضاءات المغلقة بدار الثقافة ودار البيئة للتعريف أكثر بالمنتجات المعروضة وتوسيع هامش البيع والتسويق. وبحسب المنظمين، يهدف المعرض إلى «تعريف المواطنين بمختلف المنتجات التقليدية المحلية وإعطاء فرصة أكبر للمنتجين والحرفيين والحرفيات النشطين في مجال الصناعة الجلدية، الألبسة التقليدية، صناعة الفخار والأواني التقليدية، صناعة السلالة ومختلف الإبداعات الفنية الأخرى، كإنتاج التحف والنقش على الخشب والزجاج لتسويق منتجاتهم في ظل التداعيات الاقتصادية الصعبة جراء جائحة كورونا التي أثرت سلبا على النشاط من حيث المردودية والمداخيل المادية». وضم المعرض أيضا، عدة أنشطة أخرى ومداخلات للتعريف بخدمات غرفة الصناعة التقليدية وأهم الامتيازات التي تضعها بين يدي الحرفيين في مجال التكوين واكتساب مؤهل وشهادة في التخصص لفتح الآفاق المهنية أمامهم من أجل إنشاء مؤسسات مصغرة والاستفادة من قروض الدعم على مستوى الوكالات المحلية منها وكالة القرض المصغر «أونجام»، الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة «كناك» والوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب «اونساج»، إلى جانب مزايا صندوق التأمين الاجتماعي لغير الأجراء «كاصنوص». ويسمح الاشتراك السنوي بالاستفادة من بطاقة الشفاء وحق التقاعد، وعدة تسهيلات أخرى تتعلق بتخفيض الضرائب وجدولة ديون الحرفيين الذين يعانون منذ سنوات بسبب هذه القضية الشائكة. يذكر، أن قطاع الصناعة التقليدية والحرف بولاية بومرداس، تدعم مؤخرا بعدة هياكل محلية، منها مركز الصناعة لكل من دلس وبرج منايل ساهمت في جمع جزء من شتات النشطين الموزعين بعدة مناطق، خاصة النائية منها التي لا تزال تحتفظ بهذا الموروث التاريخي وتحرص على عامل المجايلة وعدم اندثار الحرفة بالخصوص لدى فئة كبار السن والعجائز اللواتي يتفننّ في صناعة الفخار والمظلات المصنوعة من مادة «الدوم» وغيرها من التحف الأخرى، في انتظار دار المقاولاتية لعاصمة الولاية التي بإمكانها إعطاء دفع قوي للنشاط من حيث التنظيم والتكفل بكل الانشغالات المطروحة.