التحق المجاهد جابالله أحمد بالكفاح المسلح سنة 1958، واقتصرت مهمته آنذاك على الاتصال والتخزين وجمع الأموال لتمويل الثورة، تعرض للقمع والضرب وأصيب في ذراعه الأيمن في حادثة دهس عمدية قامت بها السلطات الفرنسية بسياراتها لترويع المدنيّين وتخويفهم. يروي المجاهد جابالله أحمد، وهو من مواليد 1933 بلدية تغزوت، منطقة قمار بوادي سوف، ما عاناه الشعب الجزائري إبان الثورة، وقال إنه لا يحده وصف ولا توجزه كلمات: «بالرغم من التعذيب الذي تعرضنا له ونحن في سجون الاحتلال، والذي كان بأشكال وأنواع لا تصدر إلا من جلادين معدومي الإنسانية، لم تستسلم ضمائرنا للاعتراف تحت الضغط النفسي والجسدي. منّا من استشهد وهو تحت التعذيب ومنّا من خرج من السجن بعاهات وإصابات متفاوتة الخطورة، وهذا بعد مرور مدة زمنية لا تقل عن ثلاثين يوما». المجاهد أحمد، الذي يحمل شهادة مقاوم تسلّمها من وزارة المجاهدين، تركز نشاطه في الولاية الرابعة على الناحية الثانية، وكانت مهمته، إضافة إلى مهمة الاتصال والتخزين وجمع الأموال من المواطنين من أجل تمويل الثورة، حماية الفدائيين حيثما وجدوا. يقول جابالله: «كانت تأتينا أوامر بحماية فدائيين في تلك الناحية، كنّا نطبّقها بكل دقة»، مشيرا إلى أن انتسابه للثورة كمقاوم بدأ خلال نشاطه لمنظمة مدنية في سرية تامة كانت تعتمد أسلوبا تنظيميا هدفه الدفاع عن مقومات البلاد، بداية 1958 وبعد أشهر تحوّل نشاطهم من تنظيمي إلى عسكري إلى غاية بزوغ شمس الإستقلال سنة 1962.