تسببت حرائق الغابات التي شهدتها ولاية وهران، مساء الجمعة، عبر ثلاث مواقع متفرقة في إتلاف أكثر من 17 هكتار، حسب الأرقام الأولية، وذلك في انتظار تحديد الحصيلة النهائية للخسائر، لاسيّما وأنّ عملية الإطفاء على مستوى غابة «مداغ» تواصلت إلى غاية صبيحة اليوم الموالي. اجتاحت الحرائق التي اندلعت في نفس التوقيت، مئات الهكتارات من غابات سيدي غانم بطافراوي في جنوب الولاية وكريشتل، التابعة لبلدية قديل بالجهة الشرقية، فيما يعتبر حريق غابة مداغ، وصولا إلى الرأس الأبيض وعين الكرمة، الأخطر من نوعه، وكاد يخرج على السيطرة، بسبب الرياح، والتضاريس الوعرة. وقد جنّدت مصالح الحماية المدنية بالولاية كافة إمكاناتها بالتعاون مع وحدات الحماية المدنية لعين تموشنت ومعسكر، والذين بذلوا جهودا مستميتة من أجل إخماد الحرائق ومحاصرة النيران وتقليل حجم الخسائر، بعد تسببها في اختناق زهاء 10 أشخاص من المواطنين وأعوان الحماية المدنية، تم التكفل بهم جميعا، ناهيك عن الأضرار التي لحقت ببعض الفلاحين ومربي الدجاج، وكذا خلايا النحل، حسبما علم لدى خلية الاتصال والإعلام التابعة لمديرية الحماية المدنية. وعن أسباب اندلاع هذه الحرائق، أوضحت محافظة الغابات أنّ ملابسات نشوبها قيد التحقيق، وأنّ العامل البشري المتسبب المباشر بنسبة 80 بالمائة، إضافة إلى عامل المناخ، موضحة أنه ورغم ثقل الأرقام المعلن عنها رسميا إلى أن مخلفات الحرائق عرفت بعاصمة غرب البلاد تقلصا ملحوظا مقارنة بالمواسم الماضية، بفضل تنسيق الجهود بين مصالح محافظة الغابات وأعوان الحماية المدنية من خلال ما يعرف بمخطط اليقظة وأبراج المراقبة التي تم تنصيبها بداية موسم الصيف. وقد اشتكت هذه المؤسسة التابعة لثاني أكبر مدن الجزائر، وهران من النقص الفادح في عدد الأعوان الموسميين بالمقارنة مع المساحة الإجمالية للغابات بالولاية التي تفوق 41258 هكتار. وأكدت بن حليمة الهوارية، رئيسة مكتب الوقاية ومكافحة الحرائق والأمراض الطفيلية بنفس المحافظة، أن محافظة الغابات بالولاية طالبت مرارا وتكرارا بمضاعفة عدد الأعوان الموسميين المقدر عددهم حاليا ب48 عونا فقط، موزعين عبر ثلاث مقاطعات: أرزيو وبوتليليس ووهران. وكانت المحافظة الولائية للغابات بوهران، قد خصصت خلال فترة مكافحة حرائق الغابات التي تمتد من الفاتح جوان إلى غاية 31 أكتوبر من كل سنة، نحو10 أبراج مراقبة للإخطار عن حرائق الغابات، تغطي 80 بالمائة من المساحة الغابية، حسب تأكيدات نفس المصدر.