نشب، منذ مساء الأربعاء، حريق مهول على مستوى غابة البرج الأبيض بمنطقة "مداغ"، ما بين بلديتي عين الكرمة وبوتليليس في وهران، ما استدعى التدخّل العاجل لمصالح الحماية المدنية التي واصلت عمليات الإطفاء إلى غاية زوال الخميس، بالاستنجاد بالأعوان من ولايتي عين تموشنت وسيدي بلعباس، فيما خلّفت النيران مقتل مدير مصلحة بمحافظة الغابات وخسائر معتبرة. اندلع الحريق الأكبر من نوعه على مستوى ولايات الغرب منذ سنوات في حدود الساعة الثامنة ليلا مساء الأربعا،ء على مستوى غابة البرج الأبيض المتواجدة بطريق منطقة مداغ التابعة لبوتليليس غرب وهران، حيث التهمت ألسنة النيران الأخضر واليابس على مساحات معتبرة من الأشجار والحشائش والأدغال، ونتج عنها دخان كثيف غطّى سماء المنطقة إلى غاية سواحل الولاية، وقد لقي رئيس مصلحة حماية النباتات والحيوانات بمديرية الغابات بالولاية المسمّى بكّار حبيب، حيث أشارت المعلومات التي حصلت عليها "الشروق" إلى أنّ الضحيّة كان متواجدا بعين المكان في إطار تدخّل المصالح المعنية لإخماد الحريق، وقد تعرّض لحالة اختناق سلبته الحياة، حيث تمّ نقله على جناح السرعة نحو المستشفى الأقرب إلا أنّه توفي مخلّفا ورائه ذهولا، خصوصا وأنّ الحريق امتد على مساحات معتبرة. وقد جنّدت مصالح الحماية المدنية أزيد من 1600 عون بما فيهم الإطارات ومختلف الإمكانيات المادّية المتوفّرة، كما استعانت بالرتل المتنقّل لولاياتي سيدي بلعباس وعين تموشنت المجاورتين، وذلك في إطار تضافر الجهود من أجل إخماد الحريق ومحاولة محاصرته لعدم الامتداد إلى مناطق مجاورة، وقد تمّ تسجيل تضرّر سكّان الجوار من الدخان الكثيف المنبعث من الحريق، فيما حدّدت مصالح الحماية المدنية ومصالح الأمن والدرك الوطني منطقة الحريق كمنطقة ممنوعة وقطعت جميع الطرق والمسالك المؤدّية إليها في إطار الإجراءات الاحترازية، ولم تقدّم مصالح الحماية المدنية أيّ حصيلة أوّلية حول الخسائر نظرا للانهماك بإخماد الحريق، كما لم تشر إلى أسباب اندلاعه والتي يرجّح أنّها قد تكون بسبب مخلّفات الشواء في الغابة من قبل العائلات أو شباب طائشين، في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات.