تعيش الجزائر تطورا مستمرا لفيروس كورونا، وبالرغم من ذلك مازلنا في الموجة الأولى، وما تعرفه من ارتفاع في عدد الإصابات والوفيات، عبارة عن ذروة بلغتها لعدة عوامل، أبرزها حالة الاستهتار... بحسب ما أكده البروفسور رياض مهياوي، عضو لجنة رصد ومتابعة فيروس كورونا. قال البروفسور مهياوي، إن الجزائر تعيش نفس منحنى الإصابات بكوفيد 19 تقريبا كبقية الدول الأخرى من العالم، لكن الموجة الأولى لم تنته، فالفيروس يعرف تطورا مستمرا من خلال الذروات الثلاث التي سجلها شهور مارس، جويلية ونوفمبر. وبحسبه، لا يمكن الحديث عن موجة ثانية إلا بعد تسجيل «صفر» اختبارات كاشفة و»صفر إصابات». ونفس الشيء بالنسبة للوفيات، لابد الانتظار بعد تسجيل مثل هذه المعطيات 15 يوما على الأقل للحديث عن موجة ثانية، أو عودة الموجة. لكن البروفسور مهياوي، لا يجد لكلمة «موجة» مكانا في «قاموس اللغة الايبدميولوجية». وقد أكد من خلال تصريحه، أن هذا المصطلح غير موجود، فهناك أرقام تزداد وتتناقص ومنحنيات تصعد وتنزل، تؤشر لذروات وتترجم ديناميكية الفيروس الذي ماتزال المعلومات حوله غير كافية. وبصريح العبارة قال، «لا توجد معطيات حول تطور الفيروس»، لذلك مانزال نجهل الكثير، لتبقى الوقاية السبيل الوحيد والأوحد لكسر سلسلته، وذلك من خلال الالتزام بتطبيق البروتوكول الصحي، كما أوصى به الأطباء، لأنهم أدرى بخطورة الوضع. كما سألت البروفسور عن سبب هذه الذروة غير المسبوقة للإصابات بفيروس كورونا، بالرغم من إبقاء المجال الجوي للجزائر مغلقا، لا دخول ولا خروج للمسافرين، إلا الرحلات الاستثنائية. وفي رده، أرجع الأسباب، مرة أخرى، إلى الاستهتار وعدم التقيد بالإجراءات الصحية. وقال لا يمكن أن نقارن عدد الإصابات بين ما نسجله في بلادنا ودرجة الخطورة التي بلغتها الدول الأخرى بعد فتح مجالها الجوي. وفيما يتعلق بإمكانية فتح المجال الجوي، على خلفية الاحتجاج من قبل نقابة عمال الخطوط الجوية الجزائرية، الذين فقدوا 40 بالمائة من رواتبهم نتيجة وقف الحركية الجوية، قال مهياوي إن اللجنة العلمية لرصد ومتابعة فيروس كورونا، لا يمكنها أن تقرر في هذه المسألة، القرار يعود كما قال إلى السلطات العليا في البلاد، مشيرا إلى أن اللجنة تستشار وبالتالي تقدم المؤشرات حول الوضعية الابدميولوجية (الوبائية)، للجهات المسئولة حتى تتخذ القرار المناسب. وبالرغم من الذروة المسجلة في عدد الإصابات والوفيات، إلا أن البروفسور مهياوي يتوقع تسجيل منحنى تنازلي خلال 15 يوما القادمة، بعد تطبيق قرار غلق المحلات، المقاهي والمطاعم والفضاءات الكبرى، التي تعرف تجمعا كبيرا للأشخاص، وتمثل محيطا ملائما لانتقال العدوى بينهم. يذكر، أن نسبة الإصابة بعدوى الفيروس والتي أدت إلى تسجيل الأرقام المرعبة، قد ارتفعت إلى أزيد من 16 بالمائة مؤخرا، بعدما لم تكن تتجاوز 5 بالمائة وتبقى مرشحة للارتفاع، بسبب الدخول الاجتماعي والمدرسي والدخول المنتظر للموسم الجامعي منتصف ديسمبر القادم.