حصلت إلهام فضالي، الباحثة في جامعة آيندهوفن التقنية بهولندا، على جائزة مجلة «فيزيكس ورلد Physics World» لأهم كشف فيزيائي للعام 2020، عن إنجازاتها، مع فريق بحثي مشترك من هولندا وألمانيا والنمسا، في عملية إعادة هيكلة بعض الذرات المستخدمة في الشرائح الإلكترونية بحيث تكتسب خواص ضوئية، الأمر الذي قد يساهم مستقبلا في تطورات تقنية كبيرة في عالم الحوسبة. تعد «فيزيكس ورلد» أحد أكبر المجتمعات الفيزيائية في العالم، وهي بالأساس مجلة شهرية دولية تغطي جميع مجالات الفيزياء، التطبيقية والنظرية، ولها جائزتان كل عام، الأولى لأهم كشف فيزيائي، والثانية لأهم كتاب. بيانات بسرعة الضوء قد أجرت الجزيرة نات حوارا مع فضالي في أفريل 2020، على إثر نشر ورقتها البحثية الأخيرة في دورية «نيتشر Nature»، التي كانت سبب حصولها على هذه الجائزة مع رفاقها من الباحثين، وكانت فضالي هي المؤلف الرئيس المشارك مناصفة في هذه الدراسة. وتهدف فضالي لتطوير قدرات الشرائح الموجودة في معالجات الحواسيب بكل أنواعها، سواء تلك التي في الهاتف الذكي، أو التي نستخدمها في المنزل، أو في شركات البيانات الضخمة والمفاعلات النووية. وبفضل إنجاز فضالي وفريقها، فإن تلك التحديثات الخاصة بهم يمكن أن تساعد الشرائح الإلكترونية في نقل البيانات بسرعة الضوء بدلا من النقل المعدني، مع الحفاظ على درجة الحرارة في نطاق آمن وأقل تكلفة من المعتاد، الأمر الذي يرفع قدرات الحواسيب أكثر من ألف مرة مقارنة بالشرائح الحالية. منافسة شرسة ولم تكن المنافسة على جائزة الكشف الأكثر أهمية في عام 2020 يسيرة. على سبيل المثال، كان مرشحًا لنفس الجائزة ماركوس هينريش وزملاؤه في جامعة ستوكهولمبالسويد، جنبًا إلى جنب مع فريق دولي، عن اكتشافهم لآلية يمكن أن تسبر أغوار ظاهرة كمومية تسمى «انهيار التراكب الكمومي»، الأمر الذي يمكن أن يساعد بشكل كبير في تطوير الحواسيب الكمومية مستقبلا. كذلك كان من ضمن المرشحين للجائزة الباحثان هاوكون يو ولي ماكولار من معهد ماساتشوستس العالي للتقنية بالولايات المتحدة، عن إنجازهما في كشف أثر العمليات الكمومية، وهي تجري ضمن النطاق دون الذري، على أجسام ميكروسكوبية تزن 10 كيلوجرامات، الأمر الذي يمكن أن يساعد بشكل كبير في تحسين قدرات التلسكوب ليغو، وهو مرصد الأمواج الثقالية الحاصل على جائزة نوبل 2017. من جانب آخر، ترشح للجائزة الباحث رانجا دياس وزملاؤه في جامعة روتشستر وعدة جامعات أمريكية، لتمكنهم من الحفاظ على حالة التوصيل الفائق في درجة حرارة الغرفة، وهو أمر كان يوما ما مستحيلا. حيث يجب تبريد الأجهزة العملية التي تعتمد على التوصيل الفائق إلى درجات حرارة شديدة البرودة، وهو أمر مكلف جدا ويحد من تطوير نطاقات واسعة تقنية واسعة تبدأ من ماسحات الرنين المغناطيسي ولا تتوقف عند مسرعات الجسيمات الضخمة. ومن بين عشرة مرشحين وصلوا لنهائي جائزة «فيزيكس ورلد»، تمكن بحث فضالي ورفاقها من الفوز، الأمر الذي يمكن أن يساعدهم في تطوير أبحاثهم مستقبلا. تخرجت إلهام فضالي في كلية الهندسة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، سنة 2013، وانتقلت بعد ذلك إلى الجامعة الكاثولكية في مدينة لوفن في بلجيكا وجامعة تشالمرز التقنية في السويد، لتحصل على دكتوراه مزدوجة، وانتقلت مؤخرا لتصبح طالبة دكتوراه في السنة النهائية في جامعة آيندهوفن. مواقع إلكترونية