حظي رئيس الجمهورية، أمس، بتكريم من قبل أعضاء من الحكومة وذلك عرفانا وتقديرا لمجهوداته في ترقية البيئة الصحراوية، بعد تخصيصه، ولأول مرة، جائزة وطنية تعد كمحفز لترقية وتحسين هذا القطاع الذي عانى كثيرا. واستلم التكريم نيابة عنه ممثل عنه. توجت مسابقة أحسن وأجمل واحة، المنظمة تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، تحت إشراف وزارة البيئة وتنظيم الوزير المنتدب المكلف بالبيئة الصحراوية حمزة آل سيد الشيخ، بفوز جمعية شاد المستقبل مشرف الاجتماعية، مناصفة مع فلاح من ولاية أدرار، لتعود الجائزة الثانية لولاية البيض من نصيب الديوان المحلي للسياحة بريزينا، فيما عادت الجائزة الثالثة لفلاح من ولاية تندوف. فعاليات الحفل الخاص بالمسابقة الوطنية لأحسن واحة تم بحضور ممثل رئيس الجمهورية، رئيس مجلس الأمة، رئيس المجلس الشعبي الوطني، رئيس المجلس الدستوري، وزيرة البيئة وأعضاء من الحكومة بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال. في كلمة افتتاحية للوزير المنتدب المكلف بالبيئة الصحراوية حمزة آل سيد الشيخ، أنها جرت في ظروف ممتازة تم القيام بها عبر مراحل تميزت بالحماس، حيث تم تسجيل خلالها تنافس شفاف مابين الولايات، أسفرت عن نتائج جد إيجابية. وأكد سيد الشيخ أن الرؤيا التي سطرناها على مستوى البيئة الصحراوية كانت للعناية بتراث البيئة الصحراوية والأنظمة البيئية الصحراوية وحصة الأسد منها. فعلى غرار الإهتمام بالفقارة والغوط، إخترنا الواحة كتراث بيئي عريق وكنظام بيئ عتيق. وتعتبر هذه أحد أوجه الإهتمام والوقاية للواحة ورد الإعتبار لها وكذلك لإبراز أهميتها الكبيرة جدا على المستوى الإجتماعي والاقتصادي والسياسي. واستطرد ممثل الحكومة، المناطق الصحراوية في الجزائر تمثل 87 بالمائة من التراب الوطني، مما يصنفها كدولة صحراوية وأن الإحصائيات المخيفة الموجودة بالجزائر يقول الوزير: «حول تدهور وزوال بعض الواحات نتيجة إهمالها وضياعها ونزوح أصحابها لأسباب مختلفة، فكان واجبا علينا الإجتهاد لإرجاع المياه إلى مجاريها والجزائريين إلى واحاتهم ونظامهم البيئي القديم وخلق أنظمة بيئية جديدة محاذية لها حفاظا على الثروة الطبيعية المحلية والوطنية». سيد الشيخ ابرز أهمية هذه المسابقة الوطنية التي تعتبر إشارة وتمهيدا لمشروع واحة الوحدة الإفريقية الذي يشمل مشروعا يعبر عن نظام بيئي جزائري في الصحراء الجزائرية، داعيا إلى دعم الجميع لإعادة الإعتبار للبيئة الصحراوية، موضحا ان القيمة المالية التي يتحصل عليها الفائزون تعتبر قليلا جدا مقارنة بالمناطق الصحراوية وأن إنجاز هذه التظاهرة وإعطاءها بعدها الحقيقي ووزنها الشرعي كان واجبا محتما علينا تقديرا وتوقيرا لهم. وأفاد سيد الشيخ ان الواحة كانت المأوى والمعين في مقاومة الإحتلال، سواء إبان الثورات الشعبية والمقاومات التي خاضها أجدادنا إبان الثورة التحريرية، فدائما الواحة كانت مصدرا للأمن والغذاء ولهذا خلقنا جو التنافس بين الواحات الصحراوية لإبراز أهميتها وإبراز مميزاتها. وسنسعى جاهدين، يقول الوزير، لتصنيف الواحة الجزائرية كتراث بيئي طبيعي جزائري وبيئي طبيعي في المحافل الدولية وستكون لها الخصوصية الأكيدة والميزة الفريدة. في كلمة لها أعلنت وزيرة البيئة نصير حراث، عن إطلاق أربعة أنظمة كفيلة بتحسين البيئة الصحراوية، من خلال تنظيم جلسات وطنية تكون بإشراك فعاليات المجتمع المدني والسكان المحلليين للمنطقة من أجل تحديد المشاكل والخروج بحلول وكذا حماية المحميات وتشجيع السياحة الصحراوية. وأكدت الوزيرة في كلمة لها بالمناسبة، على أن البيئة الصحراوية ستحظى بأولوية ومرافقة من طرف دائرتها الوزارية، مشيرة أن هذا القطاع خصص له حيز هام، سواء كان ذلك من طرف الوزارة أو الحكومة في غضون سنة 2020.