ثمن الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، اليستير بورت، أمس المقترح الذي تقدمت به الجزائر لحل الأزمة في مالي، والقاضي بتغليب لغة الحوار مع الأطراف المتمردة، واستبعاد التدخل العسكري، في منطقة عمق الجفاف أزمتها. وقال الوزير بورت، في ندوة صحفية نشطها أمس بمعية الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل، بجنان الميثاق، «إننا نثمن مقترح الجزائر لحل هذه الأزمة في هذه الظروف الصعبة»، مضيفا «أن المفاوضات تبقى الحل الأمثل، وأن التدخل العسكري يبقى آخر الحلول». واعتبر الوزير البريطاني، الجزائر بلدا محوريا، وفاعلا في منطقة المغربي العربي، والساحل الإفريقي، قبل أن يضيف أنها شريك مهم للمملكة البريطانية. وتصر الجزائر، على إعطاء فرصة للحوار السياسي والمفاوضات مع الجماعات المتمردة باستثناء الجماعات الإرهابية، لحل الأزمة المالية، رافضة الخيار العسكري بشمال مالي، لأنه سيعمق الأزمة الإنسانية التي يمر بها الماليون نتيجة الجفاف، فضلا على أنه سيمنح فرصة الإنتشار للجماعات الإرهابية التي تحاول أفغنة المنطقة. ودافع مساهل، في هذا السياق، عن موقف الجزائر من القضية المالية، حيث أكد أنها تفرق بين المطالب الشرعية، وبين الجريمة المنظمة، وتعي جيدا خطورة ما يحدث في المنطقة، من تفشي الجريمة المنظمة، وتهديدات الإرهاب، والصعوبات الإقتصادية خاصة الأزمة الإنسانية، مشيرا إلى أنها على اتصال مع جميع الأطراف للتوصل إلى حل للأزمة، كما أنها تتفاوض مع فرنسيين، وأمريكيين، (الأطراف التي استنجد بها للتدخل العسكري)، لتوحيد الرؤى حول قضية محاربة الإرهاب في المنطقة، فلا بد كما قال من الأخذ بعين الاعتبار الأوضاع التي يمر بها هذا البلد، لأنه ضحية جفاف. من جهة، أخرى، وبشأن تعقد الأوضاع في ليبيا، بسبب انتشار الأسلحة، قال الوزير البريطاني، أننا «نتعامل مع السلطات الليبية، وعليها أن تعمل على استعادة الأسلحة» مقرا في هذا السياق بصعوبة هذا الأمر، حيث أكد أنه يتطلب وقتا لضبط والتحكم في حركة تنقل السلاح، لذا عليها أن تكثف مراقبة كل الحدود حتى لا تعبر الإقليم. وفي سؤال يتعلق بالأوضاع في سوريا، رد بورت، بالقول أن ''بريطانيا لم تجد تفسيرا لمساعدة ايران لسوريا'' قبل أن يصف ما يحدث في هذا البلد بالتراجيديا. أما بشأن الأوضاع في مصر، فأعرب ذات المسؤول عن أمله في أن تسفر الانتخابات الرئاسية، على قيادة تؤسس لعهد ديمقراطي، وتضع دستورا جديدا يرقى إلى طموحات الشعب والأحزاب. الدبلوماسيون الجزائريون المختطفون بصحة جيدة من جهة أخرى، وفي سؤال، يتعلق بمصير الدبلوماسيين الجزائريين المختطفيين بشمال مالي، أكد الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل أنهم ب «صحة جيدة». ورفض مساهل، الإفصاح عن فحوى المفاوضات مع الجماعات الخاطفة، واكتفى بالقول إن الأمر يتعلق بمسألة «جد حساسة تستدعي السرية التي وحدها ستفضي إلى نتائج». وأردف قائلا: «كل ما أستطيع قوله في هذا الشأن أن الدبلوماسيون في صحة جيدة».