أشرف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس على افتتاح المعرض الدولي للكتاب في طبعته الثالثة عشر، بمشاركة 400 عارض، يقدمون عبر عشرة أيام ما يزيد عن 120 ألف عنوان بإحترافية ومهنية يحرص عليها الجميع. وطاف الرئيس بصالون الكتاب الذي تجري وقائعه بقصر المعارض الصنوبر البحري تحت شعار »أحكي لي كتابا« بمختلف الاجنحة مستمعا للشروحات مستفسرا عن أدق التفاصيل في عالم التأليف والنشر والطباعة. وتوقف الرئيس في بداية زيارته عند حدود الثانية والنصف بعد الزوال، عند المركز العلمي للكتاب الذي استقبله رئيس الجناح بالترحاب مشيدا بإلتفاتة الرئيس بوتفليقة للمطبوعات العلمية التي ما أنفك يوصي به، لتزويد الطلبة بمصادر ومعلومات هم في أشد الحاجة اليها، موضحا ان المستقبل للعلوم، والجزائر التي تسابق الزمن لسد فجوات التخلف، وتجاوز انكسارات العشرية السوداء، لايمكنها الخروج عن القاعدة. وظل الرئيس يستفسر على كل الاشياء بجناح شركة غراس الكويتية، ودار الامام مالك، والمركز العالمي للدراسات وابحاث الكتاب الأخضر للجماهيرية، وجرى هذا تحت تدفق كوكبة المصورين والصحافيين ورحبت سفيرة الارجنتين بالجزائر السيدة بيبيانا جونس برئيس الجمهورية بجناح بلدها المشارك لأول مرة في صالون الكتاب، مبرزة أهمية الثقافة في تعزيز العلاقات الثنائية وتقريب المسافات رغم بعد الجغرافيا والزمن. ذكرت السفيرة الارجنتينية بنوعية المشاركة الثقافية لبلادها بجزائر متفتحة على الجميع، حريصة على التنوع الحضاري والثقافي في عولمة تحترم الخصوصية والتمايز وتكون عرجاء اذا لم تضم كل هذا الوعاء، بفرض ثقافة على أخرى ومنحها التمايز والاستثناء. وذكرت السفيرة جونس لنا بان الكاتبة الارجنتينية اللامعة، المقيمة بباريس، تحل استثناء على الجزائر في نهاية اكتوبر، للتعريف بالوجه الثقافي الارجنتيني، وهي تقوم بهذه الخطوة لمد جسور التواصل بين بلدين، يحملان قواسم مشتركة وتطلعات ونظرة للغد. وبابتسامة عريضة، مر الرئيس بجناح فنيزويلا، وهو يزخر بصور وكتب عن الرئيس شافيز صاحب المواقف المتميزة والمشدد على حرية القرار الوطني ورفض الاملاءات والاكراهات... ومنحت للرئيس بوتفليقة في توقفه بجناح فلسطين بالاضافة الى الكوفية رمز النضال الفلسطيني وهويته، هدية رمزية تتمثل في كتاب يشمل مجموعة من الدراسات عن الشاعر الثائر المرحوم محمود درويش، وهو الشاعر الذي يحتفظ بمكانة خاصة عند الرئيس بوتفليقة. وطاف رئيس الجمهورية بمعهد سرفنتيس الاسباني، الذي يعرض كتب عن المملكة ومبدعيها ومفكريها، والتواصل مع العالم الاسلامي والجزائر استثناءا وبدبلوماسية معهودة كسرت العرف البروتوكولي، وأضفى على الزيارة حرارة وانتعاشا، طلب الرئيس من العارضين في سلطة عمان، مزيدا من المساهمة الثقافية والحضور... واستفسر عن حالة التأسف، بجناح وزارة التراث بسلطنة عمان. واستفسر كذلك في جناح اتحاد الناشرين التونسيين عن حالة الكتاب في الخضراء، وكيف تجري أمور الطباعة والتأليف مع زخم الاعلام الآلي، وكم عدد الكتب المنشورة والى أي مدى تطبق بسياسة دعم الكتاب في الجارة تونس، وكانت إجابة المسؤولين، أن الأمور تجري على أحسن ما يرام، وان 500 كتاب يطبع في تونس. واستمر الرئيس بوتفليقة في طلب الشروحات المستفيضة وهو يعبر جناح دار الفكر بسوريا وافريقيا الجنوبية والمملكة العربية السعودية، ومؤسسات وطنية مثل دار الأمة للطباعة والترجمة ودار القصبة وغيرها. وقدم الدكتور الشيخ بوعمران رئيس المجلس الاسلامي الاعلى شروحات للرئيس عن المشاركة بصالون الكتاب، وعرض مجموعة الدراسات والكراسات والمجلات التي ينشرها المجلس، ويوزعها مجانا على أوسع نطاق، بعيدا عن أي غرض تجاري، وكشف لنا الشيخ بوعمران عن انشطة المجلس الاسلامي الاعلى، الذي يزور بانتظام الولايات آخرها أدرار، وينظم ملتقى دولي سنوي، اختار للآتي، المبرمج في مارس المقبل »التسامح في الاسلام«. وعرض الدكتور العربي ولد خليفة رئيس المجلس الاعلى للغة العربية، الصعوبات التي تعترض ترقية لغتنا الجميلة... ووعد الرئيس بوتفليقة بمساعدة المجلس في هذه المهمة لتعزيز النشر بالعربية، واستفسر الرئيس بالمجلس الاعلى للامازيغية، عن ترجمة القرآن لهذه اللغة، وأجيب بان هناك مبادرات من دار النشر زرياب، بتشجيع من المحافظة السامية للامازيغية. وذكر بعين المكان، ان هناك محاولات تستحق التشجيع والتنويه، من رمضان وحس الجامعي المقيم بباريس، لترجمة القرآن سيما وهو يتقن العربية والامازيغية. واستفسر الرئيس حول التحسيس والتعريف بالامازيغية في مختلف جهات الوطن، وأشاد بتجربة مهرجان الفيلم الامازيغي الذي يدور حول أهم مدن الوطن، كما أبدى تنويها وتشجيعا لطبع المؤلفات بالامازيغية، وهي مهمة تتولاها المحافظة السامية، التي تحضر لمهرجان الفيلم الامازيغي المقرر بسيدي بلعباس في جانفي القادم