حذر رئيس مجلس الأمة بالنيابة صالح قوجيل، من مؤامرة كبيرة تستهدف الجزائر، لأن الجزائر محافظة على استقلالية قراراتها ولا تتدخل في الشؤون الداخلية للغير، كما أنها لا تقبل التدخل في شؤونها الداخلية، مشددا على أن أعداء الجزائر لا يحبذون تكريس الديمقراطية الحقيقية التي تسعى إليها. اغتنم رئيس مجلس الأمة بالنيابة، ذكرى يوم الشهيد المصادف ل18 فيفري من كل سنة، لإلقاء كلمة بالمناسبة خلال ترؤسه للجلسة العامة التي عقدها المجلس، حيث عاد للحديث عن ملف الذاكرة، موضحا أن تقرير بنجامين ستورا «فرنسي- فرنسي» ونظرتنا في الجزائر مختلفة، مشيرا إلى أن التقرير «يبقى شأنا فرنسيا- فرنسيا، أما موقفنا من الموضوع فسيكون في حينه». وذكر بأن «الفترة الاستعمارية لا تعني فقط سنوات الحرب التحريرية وإنما تمتد من 1830 إلى 05 جويلية 1962، وأننا منذ الاستقلال نفرق بين فرنسا كسلطة والشعب الفرنسي، خاصة وأن هناك جهات فرنسية هي من تعرقل كتابة التاريخ». وأوضح قوجيل، أن «الاستعمار في الجزائر كان فريدا من نوعه، هو ليس استعمار فقط بل إبادة الشعب كله وتعويضه بآخر أوروبي». وأفاد قوجيل، أن الاستعمار الفرنسي للجزائر كان أشبه باستعمار أمريكا الشمالية الإبادي الإستيطاني، مشددا على أنه يجب الحفاظ على مرجعيتنا المستوحاة من الثورة والشهداء. في السياق، أكد رئيس مجلس الأمة بالنيابة، أن من يعطل اليوم المصالحة بين الجزائروفرنسا هي اللوبيات والجمعيات والأحزاب التي تشتغل بفرنسا. وبالمناسبة أكد قوجيل، أن «الفضل في تحريك هذا الملف يرجع إلى رئيس الجمهورية». كما عدد المكاسب المتصلة بهذا الملف ك»اعتماد يوم 8 ماي 1945 يوما وطنيا للذاكرة، إطلاق قناة تابعة للتلفزيون الجزائري تعنى بالذاكرة، وكذا تحريك ملف الذاكرة بين الجزائروفرنسا». وتطرق الرجل الثاني في الدولة، إلى ذكرى «الحراك المبارك»، حيث قال إن «الدولة الحقيقية لا تبنى في سنة أو سنين، لذا يجب الحفاظ على مرجعيتنا»، مشيرا بالقول «الحراك المبارك أيدناه منذ انطلاقه من خلال الخطابات وحتى في الخارج. وتم معايشة كل مراحل الحراك إلى غاية الوصول إلى الانتخابات الرئاسية، وإنشاء سلطة عليا لمراقبة الانتخابات. ولأول مرة تكون نتائج الانتخابات الرئاسية نزيهة والمنافسون راضين عن النتائج وهي رسالة للعالم بأسره». وقال قوجيل، إن «اليوم الوطني للأخوة والتلاحم بين الشعب وجيشه من أجل الديمقراطية»، جاء تجسيدا للحراك الشعبي المبارك، حيث أبان الجزائريون عن مدى تماسكهم مع جيشهم، وهو انتصار للجيش والشعب معا». في ذات السياق، ذكّر المسؤول ذاته بعقيدة الجزائر في السياسة الخارجية المرتكزة على مبدإ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، محذرا من «وجود أطراف معروفة في الخارج لا تروق لها الممارسة الديمقراطية في الجزائر، ولا التحولات التي تشهدها في عديد المجالات وتحاول التدخل في شؤوننا الداخلية». وامتعض في السياق، من بعض الممارسات التي قال إنها «كانت في السابق معارضة طبيعية، لكن اليوم هناك معارضة غير معقولة مع تدخلات أجنبية، وهو الخطر- على حد قوله- محذرا من مؤامرة كبيرة ضد الجزائر، لأن الجزائر محافظة على استقلالية قراراتها ولا تتدخل في الشؤون الداخلية للغير، كما أن الجزائر لا تقبل التدخل في شؤونها الداخلية، وأعداء الجزائر لا يحبذون تكريس الديمقراطية الحقيقية التي تسعى إليها. وقال قوجيل إنه قد تم الشروع في بناء دولة حقيقية ونشاط سياسي ومؤسسات حقيقية وهذا ما أزعج أعداء الجزائر، مشددا على أنه سيتم التغلب على المناورات والتدخلات بفضل المخلصين للبلاد والشباب، وفي وقت تعيش الجزائر اليوم على وقع قرارات سياسية هامة وتاريخية، لهذا يجب أن نكون أكثر وعيا لأنه تنتظرنا تحديات ومهامّ أكثر خلال الشهور القادمة».