كان على مسؤولي وفاق سطيف، بعد أن أوقعت القرعة فريقهم ضمن مجموعة تضم نادي أورلاندو بيراتس من جنوب إفريقيا، أن يبحثوا أولا عن بلد يستقبلون فيه منافسهم. ولم يترددوا في إعلان الاتصال بدولة تنزانيا التي قبلت بإجراء مباراة شباب بلوزداد ضد نادي جنوب إفريقي آخر، بعد رفض استقبال الأخير بالجزائر، إثر مخاوف من انتشار سلالة متحوّرة لفيروس كورونا. لم تكن مهمة إدارة بلوزداد سهلة، وقد رفضت كثير من الدول الاستقبال على أراضيها وكانت مهدّدة بخصم نقاط من رصيدها، لولا «الحل التنزاني» الذي أنقذ الموقف. لكن الشق السيّئ من الأمر يتعلّق بأن ذلك البلد الإفريقي البعيد، لا يخضع لأي بروتوكول صحي، وهو ما يعني أن الدخول إليه محفوف بمخاطر وقد يتحوّل زائروه إلى بؤرة أخرى ناقلة للفيروس المتحوّر. الأسوأ في الأمر أنه بعد تلك الرحلات الماراطونية، والإجراءات المعقدة والمصاريف الكثيرة، يضطر الناديان الجزائريان بعد ذلك، إلى السفر نحو قلب البؤرة في جوهانسبوغ لمواجهة الناديين الجنوب إفريقيين، ولسان حالهم يقول: «وكأنك يا أبا زيد ما غزّيت»، وفي كل الحالات فإن خطر العدوى بالفيروس يبقى قائما، طالما أن الكونفدرالية الإفريقية لم تستبعد تلك النوادي وتعزل البؤرة بشكل عملي وفعّال. وبعيدا عن المنافسة الإفريقية، كيف ستتعامل الهيئات الصحية مع لاعبي ومسؤولي الفريقين الجزائريين بعد عودتهما من ذلك السفر الشاق؟ هل سيخضعون إلى حجر كامل لمدة تصل إلى الأسبوعين؟ وإن حدث ذلك، كيف سيؤثر الأمر على الرزنامة «الجهنمية» للبطولة؟ فقد تتراكم اللقاءات المؤجلة في كل مرة ويتحّول الأمر إلى ما يشبه المتاهة. وعلى ذكر السلالة المتحوّرة للفيروس الوبائي، تقول الأخبار بظهور 21 نوعا منها، لكل أعراضه الخاصة، ومنها سلالة ظهرت مؤخرا في تونس، فهل نتعامل مع الجارة الشرقية مثلما تعاملنا مع جنوب إفريقيا؟ أم الحل في العودة إلى الغلق الكلي من جديد؟ بعيدا عن الحلول الترقيعية التي تستنزف كثيرا من الجهد والمال والصحة.