عرفت أسعار اللحوم في الأيام الأخيرة على مستوى ولاية سطيف ارتفاعا محسوسا، خاصة اللحوم البيضاء والأسماك باعتبارها الملاذ الوحيد للمواطن في غياب اللحوم الحمراء التي وصلت أسعارها إلى مستويات قياسية جعلت المواطن ذي الدخل البسيط يسحبها من القائمة عند التوجه للسوق. وفي جولة ل«الشعب» في بعض أسواق المدينة باعتبارها واجهة الولاية، وهذا قبيل أيام من شهر رمضان المبارك، لفت انتباهنا الارتفاع المسجل في أسعار الدجاج حيث بلغت 300 دج للدجاج المنزوع الأحشاء مقابل 260 دج للكيلو غرام للدجاج بالأحشاء والأطراف، بينما لم يتجاوز السعر قبل 3 أيام حدود 220 دج. وقد بلغ سعره في سوق عصري بالمنطقة العمرانية الجديدة بحي 1014 مسكن حدود 280 للكيلو، وقد اعتبر المواطنون الزيادة الاخيرة المسجلة مبالغ فيها وغير مبررة في ولاية تضم مجموعة لا بأس بها من الدواجن، مكنت إلى حد ما من الاحتفاظ بأسعار معقولة غالبا لهذا النوع من اللحوم. وقد أرجع بعض الباعة الذين تحدثنا إليهم حول موضوع الزيادة الأخيرة المسجلة ذلك إلى عدة عوامل منها الطلب المتزايد على المادة من المطاعم بسبب توافد الزوار على الولاية لقضاء عطلة الصيف، وكذا الأعراس والحفلات. وأرجعها أخر إلى نقص في العرض بسبب صعوبة تربية الدواجن في فصل الحر، مما دفع ببعض المربين إلى عدم المخاطرة وعدم الاستثمار في مرحلة الصيف، ولهذا يرى نفس المصدر ان الأسعار سترتفع أكثر فأكثر خلال شهر رمضان المعظم الذي سيحل علينا بعد أيام. أما مصدر من مديرية التجارة تحدثنا معه حول الموضوع، أكد ان مصالح المديرية لا يمكنها التدخل لفرض أسعار محددة باعتبارها تخضع لقانون العرض والطلب، وان مهمتها تنحصر في مراقبة النوعية والصلاحية للاستهلاك مثل اللحوم الحمراء، وحتى أسعار الديك الرومي تعرف زيادة موازية للزيادة المسجلة في أسعار الدجاج، وعلى سبيل المثال بلغ الكيلوغرام الواحد من شرائح صدر الديك او ما يعرف بالسكالوب 750 دج للكيلو عرام وهو سعر مرتفع وليس في متناول ذوي الدخل الضعيف ويضاهي أسعار اللحوم الحمراء، في حين بلغ سعر كبد الدجاج 550 دج، وكبد الديك الرومي 650 دج. وإذا كان الدجاج قد كشر عن أنيابه التي لا يملكها أصلا، فان الأسماك وخاصة السردين باعتباره سمك الطبقة البسيطة، هو كذلك يرفض لحد الآن النزول عن عتبة 250 دج رغم الجو الحار، واشتهار مدينة سطيف برغم أنها غير ساحلية بتواجده باسعار معقولة بسبب نشاط تجار كبار فيها يتولون استقدامه وحفظه في مرافق تخزين مناسبة يتوفرون عليها، وفي أحسن الأحوال وصل السعر مؤخرا إلى عتبة 200 دج ولكن بوفرة قليلة، واشتكى الباعة من القلة الحقيقية التي لمسوها في المدة الأخيرة في مجال العرض. وأثناء تجولنا بالسوق المركزي وسط المدينة، عاينا ارتفاعا كبيرا في أسعار اللحوم الحمراء الطازجة بأنواعها، فأسعارها تتراوح بين 750 الى 900 دج حسب الجودة والخلو من العظام، وهي أسعار اعترف التجار بأنها فعلا ليست في متناول المواطن العادي، ولكنهم ابعدوا المسؤولية عنهم، مؤكدين أنهم ضحية باعتبار ان رقم أعمالهم في اللحوم الحمراء يعرف تدهورا مستمرا، معترفين ان شهر رمضان سيكون قاسيا على المواطن، وسيكون الحل في اللجوء إلى اللحوم المجمدة التي تعتبر أسعارها مناسبة إلى حد ما. أما فيما يتعلق بالبيض فقد سجلنا انخفاضا محسوسا إذ انخفض سعره من 10 و11 دج قبل عدة أسابيع الى 8 دج للبيضة الواحدة، ولكن في ظروف عرض غير مناسبة خاصة في سوق عباشة عمار المعروف بسوق لندريولي الشعبي الكبير وسط المدينة، وهو ما يستدعي مصالح الرقابة والنوعية لزيارة السوق الذي تعرض فيه الكثير من السلع في ظروف غير صحية كالمواد الغذائية والأسماك والبيض على سبيل المثال لا الحصر. وعلى مقربة من رمضان المبارك يتخوف المواطنون من الارتفاع الفاحش المرتقب للسلع الاستهلاكية وعلى رأسها اللحوم البيضاء التي يؤشر ارتفاع أسعارها الأخير على رمضان ساخن من حيث الحرارة الطبيعية التي ستمتد دون شك لتحرق الجيوب كذلك في غياب حقيقي لمن يحمي القدرة الشرائية للمواطن المغلوب على أمره.