إحتضن أمس، بهو مبنى «زيغود يوسف» بالعاصمة، معرضا وطنيا تخليدا لذكرى خمسينية الإستقلال، حيث تم عرض صور مختلفة لأبطال وبطلات حرب التحرير الوطني ومناضلي الحركة الوطنية. بعد إختتام الدورة الربيعية للبرلمان بغرفتيه طاف كل من رئيس مجلس الأمة، السيد عبد القادر بن صالح، ورئيس المجلس الشعبي الوطني السيد العربي ولد خليفة، والوزير الأول أحمد أويحي، وعدد من الوزراء ونواب البرلمان، أجنحة المعرض الذي ضمّ عدة صور مخلدة لنضالات أبطال الجزائر، فكانت صور مجازر (8 ماي 1945) حاضرة بقوة، وأبشعها تلك التي عبّرت عن وحشية المحتل الفرنسي الذي لم يكن يفرق بين المرأة والرجل ولا الكبير أو الصغير وحتى الأطفال الرضّع نالوا نصيبهم من بربرية الإستعمار، كما ضمّ نفس المعرض العديد من الصور الأخرى حول قادة جيش التحرير الوطني وهم يتفقدون أحوال الجيش والأسلحة في العديد من مناطق الوطن بما فيها منطقة الجنوب. وجسّدت ذات الصور، أبرز المراحل المضيئة لثورة التحرير الوطني، وصانعي ملحمة التحرير من الذين قضوا نحبهم في معركة الكرامة أو الذين عايشوا مرحلة الإستقلال وقبلها مفاوضات (إيفيان)، حيث تم تعرض صور للوفد الجزائري المفاوض في تونس قبل توجهه إلى إيفيان وأخرى عند وصوله إلى سويسرا لمباشرة مفاوضات عسيرة، كانت نهايتها إعلان وقف إطلاق النار الذي يصادف سنويا يوم 19 مارس أو (عيد النصر)، ليليه إستفتاء أول جويلية 1962، حيث عبّر فيه الجزائريون وبنسبة تقارب 100٪ عن رغبتهم في إنهاء الإحتلال الطويل، ليعلن ديڤول عن إستقلال الجزائر في الثالث من نفس الشهر، لكن ثوار الجزائر أبو إلا أن يكون تاريخ الإعلان عن عيد الإستقلال في الخامس من نفس الشهر، والذي يصادف يوم إحتلال فرنسا للجزائر في سنة 1830. ولم يفوّت منظمو المعرض الفرصة لإبراز صور عديدة تجسّد الفرحة الشعبية العارمة التي عبّر عنها الجزائريون مباشرة بعد الإعلان عن أن الجزائر أصبحت حرّة ومستقلة، وتعيين أول رئيس لها '' المرحوم أحمد بن بلة'' الذي وافته المنيّة في الأشهر القليلة الماضية. في المكتبة المجاورة لبهو المعرض، تم عرض مختلف الإصدارات التي إهتمت بتاريخ النضال الطويل للشعب الجزائري، فتنوعت الكتب باللغتين العربية والفرنسية وبرز كتّاب عديدون حاولوا تسليط الضوء على رموز ثورة التحرير والحركة الوطنية أمثال عبان رمضان والعربي بن مهيدي و زيغود يوسف و كريم بلقاسم وغيرهم من الوجوه المشرقة والمشرّفة التي أعطت للكفاح الطويل المتعدد الأشكال زخما غير مسبوق رشّح ثورة نوفمبر لأن تكون من أعظم الثورات التحررية في العالم.