أحيا المتحف المركزي للمدرسة العليا للشرطة بشاطوناف بالعاصمة، أمس، الذكرى ال54 المخلدة ليوم المجاهد المصادف ل20 أوت من كل سنة، بحضور عمداء وعناصر من الشرطة، وممثلين عن الأسرة الثورية، وبراعم من الكشافة الإسلامية. وذلك في جو مفعم بالذكريات التاريخية المميزة لثورة التحرير المباركة. وتم خلال هذه المناسبة التاريخية التي تشكل صفحة من صفحات الكفاح المسلح للشعب الجزائري زيارة المعرض الخاص بالصور والوثائق التاريخية التي تبرز المراحل الكبرى التي عرفتها ثورة التحرير المجيدة من سنة 1830 الى غاية 1962 . وقد تطرق مدير المتحف المركزي للشرطة العميد شوقي عبد الكريم الى المسيرة التاريخية للشعب الجزائري الحافلة بالبطولات والأمجاد والتضحيات الجسام التي تركت بصمة في تاريخ الجزائر الثوري وتحدث عن الجانب النضالي للمقاومات الشعبية التي قادها كل من الأمير عبد القادر في الوسط الجزائري، وأحمد باي في الشرق، والتي امتدت من 1838 الى 1848، إضافة إلى المقاومات الشعبية الأخرى كمقاومة الزعاطشة، مقاومة لالة فاطمة نسومر، وبوبغلة... وغيرهم. كما حظيت المقاومة السياسية باهتمام وشرح مستفيض من طرف العميد عبد الكريم الذي استعرض مختلف الاتجاهات والألوان المشكلة للحركة الوطنية ودورها النضالي الكبير في سبيل تحقيق النصر بدءا بالاتجاه المساواتي بزعامة الأمير خالد، والاستقلالي بزعامة مصالي الحاج، الإصلاحي بزعامة عبد الحميد بن باديس، والاتجاه الاندماجي بزعامة فرحات عباس. وتناول مدير المتحف المركزي للشرطة هجومات 20 أوت 1955 التي استهدفت الشمال القسنطيني تحت إشراف البطل زيغود يوسف، مؤكدا انها عملت على لمّ شمل الجزائريين وتوحيد صفوفهم، وأكثر من ذلك كسب الرأي العام الدولي من خلال تدويل القضية الجزائرية في مؤتمر باندونغ 1955، اضافة إلى ابراز الدور الكبير الذي لعبته المرأة الجزائرية بمشاركتها النوعية في الثورة المباركة إلى جانب أخيها الرجل وذلك من أجل تأكيد وعيها بالمصير المشترك وتحقيق الاستقلال. وانتقل العميد شوقي عبد الكريم للحديث عن تشكيل الحكومة المؤقتة 1960 التي عكفت على تسيير الثورة سياسيا، دبلوماسيا، واجتماعيا حيث حققت عدة انتصارات باهرة يشهد لها التاريخ. ولعل مظاهرات 11 ديسمبر 1960 وأحداث 17 أكتوبر 1961 ، واتفاقيات ايفيان لأكبر دليل على هذه الانتصارات التي ساهمت بشكل أو بآخر في استقلال الشعب الجزائري. وقد تم عرض صور تاريخية لبعض الشهداء والشهيدات الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل نيل الحرية، كما خصص جناح بالمعرض لبعض الصور المخلدة لمختلف الأنشطة الرياضية للشرطة الجزائرية والهدايا التي أحرزتها خلال مشاركاتها الوطنية والدولية. وللتذكير، جاء تنظيم هذا المعرض الخاص بثورة التحرير المجيدة المركزي بمبادرة المديرية العامة للأمن الوطني وبالتنسيق مع وزارة المجاهدين. للإشارة، تخلل إحياء فعاليات الاحتفال بيوم المجاهد تقديم شهادات حية لبعض المجاهدين وصناع ثورة نوفمبر المباركة، الذين استرجعوا الذكريات المريرة والصعبة التي طبعت مسيرتهم النضالية في سبيل استرجاع الحرية والاستقلال.