الاتحاد الأوروبي: الجزائر نجحت في إدارة الأزمة الصحية أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الرحمان بن بوزيد، أن جميع المصالح الصحية على مستوى الوطن تتعامل بيقظة وحذّر تام للكشف عن السلالة المتحوّر من كورونا. مفيدا بأن الإستراتيجية الوطنية التي اتبعها القطاع لمكافحة وباء كوررنا حقّقت نتائج جيدة وساهمت في استقرار الحالة الوبائية. كشف وزير الصحة على هامش الندوة الدولية حول الاستجابة التضامنية الأوروبية لجائحة كوفيد -19 في الجزائر، الخميس، عن اتخاذ كامل الاحتياطات لتجنب انتشار الفيروس المتحوّر في البلاد من خلال ضمان التشخيص لجميع الحالات وإجراء التحاليل المخبرية على مستوى معهد باستور، قائلا إن الفيروس المتحوّر لا يشكل مصدرا للقلق بما أن اللقاحات الموجودة حاليا يمكن تطويرها ضد السلالة الجديدة. وأضاف، أن جائحة كورونا وضعت كل بلدان العالم في اتحاد واحد وسمحت بتوطيد العلاقات والتضامن بين الدول الغنية والفقيرة من خلال مجموعة الكوفاكس التي لها دور فعال في استفادة الكثير من الدول التي لا تتوفر على الإمكانيات اللازمة من كميات من اللقاح المضاد لكورونا، بالإضافة إلى الإعانات المقدمة لها عبر المنظمة العالمية للصحة والمساعدات المتمثلة في مستلزمات وقائية ذات نوعية جيدة في إطار مكافحة فيروس كورونا المستجد. واستعرض بن بوزيد التجربة الجزائرية في مواجهة الجائحة والمجهوذات المبذولة التي ساهمت في التحكّم في الوضع الوبائي من خلال وضع إستراتيجية وقائية فعّالة لمكافحة الوباء، مؤكدا تسجيل ما يقارب 105 آلاف إصابة بكوفيد -19 منذ ظهور أول حالة في الجزائر ووفاة 2819 شخص. وقال إن تطوير التعاون والتبادل القائم بين الجزائر والاتحاد الأوروبي يسمح بتظافر الجهود لمواجهة التحديات الصحية في المستقبل وضمان تنظيم أفضل واستخدام رشيد للوسائل المتوفرة من أجل تكفل أمثل بالمرضى مشيرا إلى أن التغلب على هذه الآفة من الأولويات بالإضافة إلى السعي لاكتساب مناعة جماعية عن طريق التلقيح الواسع للسكان ضد فيروس كورونا. وفي إطار الاستجابة التضامنية الأوروبية على جائحة كورونا، أفاد وزير الصحة، أن الاتحاد الأوروبي قام بإنشاء برنامج لتمويل إجراءات الاستجابة للأزمة الصحية لكوفيد -19 بغرض دعم حكومات الدول المتقدمة والنامية بما فيها الجزائر، مشيرا إلى أن هذا الدعم يهدف إلى تعزيز مهنيي الصحة بوسائل التحقيق المادية وكذلك معدات الحماية الشخصية. وتجّسدت هذه الهبات - حسب وزير الصحة - بفضل عمليات الاقتناء الجماعية التي أجرتها مراكز الشراء التي اقترحها الاتحاد الأوروبي من خلال شراكة مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي والذي مكّن من خلال خبرته من الحصول على كميات المنتجات المبرمجة مع الضمانات اللازمة وذلك في إطار تحقيق المساواة بين الشعوب والأمم في الحصول على اللقاح، مشيرا إلى أهمية الإرادة السياسية القوية مكّنت من إنشاء شراكات مبتكرة وتحقيق الأهداف المسطرة. كما اعتبر مشروع التعاون لعام 2021، من أهم المشاريع التي جعلت بعض الدول ذات الدخل المتوسط أو الضعيف تستفيد من اللقاح ضد كوفيد -19 من مشاركة المعطيات ونتائج البحث وضمان حصول عادل للجميع وانتاج سريع ومكثف، بالإضافة إلى الحصول على اللقاحات بأسعار عادلة خاصة بعد ما خلفته الجائحة من عواقب صحية واقتصادية واجتماعية بدرجات متفاوتة في جميع الدول الأمر الذي نتج عنه اختلال في الأنظمة الصحية حتى المتقدمة منها مع تعطيل أنشطة الخدمات الصحية الأساسية من تشخيص وعلاج ومتابعة المرضى. 43 مليون أورو مساعدة الجزائر من جانبه كشف السفير ورئيس وفد الاتحاد الأوروبي «جون أوروك» خلال ندوة دولية لمشروع الاستجابة التضامنية الأوروبية لجائحة كورونا عن تقديم 75 مليون أورو للجزائر في إطار مشروع التضامن والتعاون، منها 43 مليون أورو خصّصت لمساعدة الجزائر على مكافحة فيروس كورونا. وأشاد السفير ورئيس وفد الاتحاد الأوروبي بالمجهود المبذولة من قبل السلطات الجزائرية في مواجهة جائحة كورونا، قائلا: «إن الجزائر نجحت في تسيير الوباء من خلال انتهاج خطة وقائية سريعة ساهمت في تحقيق نتائج جيدة وإستراتيجية فعّالة فيما يخصّ التشخيص والعلاج وتوفير اللقاح المضاد لكوفيد -19 فضلا عن الميكانيزمات والإجراءات المتخدة». وأضاف أن أزمة كورونا تهدّد كل دول العالم ومسّت أكثر من 100 مليون شخص وخلفت 2 مليون وفاة عبر العالم ما يستدعي - على حد تعبيره - استغلال العمل المشترك في إطار تضامني لإيجاد حلول جماعية للقضاء على الفيروس في مختلف البلدان والخروج من هذه الأزمة الصحية التي أثرت سلبا على الاقتصاد الدولي.