أمر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، خلال اجتماع مجلس الوزراء، يوم الأحد، بضرورة رفع حصة الشباب الجامعي إلى الثلث ضمن القوائم الانتخابية، دعما للكفاءات الوطنية وخريجي الجامعات في كل ربوع الوطن، مع تشجيع التمثيل النسوي في القوائم الانتخابية، بالمناصفة والمساواة لإلغاء نظام المحاصصة. وصف أستاذ العلوم السياسية، إدريس عطية، القانون العضوي للانتخابات، المنتظر إصداره في الأيام القليلة المقبلة، بالمشجع والذي يعكس الإرادة السياسية لدى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ولدى الفاعلين السياسيين، من خلال التوجه نحو مناصفة حقيقية بين الرجل والمرأة والذهاب إلى تشبيب العمل السياسي بفسح المجال للشباب والسعي إلى تمكينه سياسيا بطريقة تضمن دوره في العمل السياسي. ودعا عطية في اتصال هاتفي مع «الشعب»، الأحزاب السياسية إلى ضرورة السعي من أجل تجديد خطابها السياسي. مضيفا في هذا السياق، «ينبغي لها توسيع قاعدتها النضالية ووعائها الانتخابي من أجل الحصول على شباب فاعلين ومؤهلين للترشح للاستحقاقات الانتخابية المقبلة»، متابعا «ينبغي لها أن تتجه نحو تسجيل أو نحو تعبئة سياسية قوية تحاول دائما الاستطلاع والحصول على وجوه شابة من الفئة النسوية أو الفئة الرجالية من أجل تضمين القائمات الانتخابات». وتوقع المتحدث إعداد الشباب لعديد القوائم الحرة والمستقلة عن أي حزب سياسي، بسبب ما سماه حَراك الشباب الذي يحاول أن يلملم نفسه من أجل اكتساح المجالس المنتخبة، سواء كان المجلس الشعبي الوطني أو المجالس الولائية وحتى البلدية، مطالبا من بقى في الحراك بولوج العمل السياسي من أجل التعريف بمشروعهم ومحاولة تطبيقه خلال مشاركتهم في الحملة الانتخابية المقبلة. مناصفة غير واقعية من جهته اعتبر نائب رئيس حركة البناء الوطني أحمد الدان، في اتصال هاتفي مع «الشعب أونلاين»، شرط المناصفة بين الرجل والمرأة على المستوى المحلي غير واقعي وبعيد جدا عن التطبيق لأسباب عديدة، منها عدم قدرة الأحزاب على التعبئة. وأعطى الدان مثالا عن الصعوبات التي تنتظر الأحزاب في هذه النقطة بقوله: «التقسيمات الإدارية بالنسبة للبلديات مرتبطة بالعروش، الأراضي والعائلات وعديد الأمور الأخرى، لهذا سنجد بلديات يستحيل فيها تطبيق هذا الشرط، ما سيجعل الأحزاب تعتمد على أسماء غير مناسبة تماما». وذكر المتحدث بأن صعوبات الأحزاب في تطبيق شرط المناصفة لا تنطبق تماما على المستوى الوطني، متابعا: «على المستوى الوطني يمكن استيعابه لكون المرأة موجودة في الجامعات والمؤسسات التعليمية وحتى المؤسسات السيادية ما سيعطيها دافعا للمشاركة في العمل السياسي». توقعات بمشاركة الشباب في التشريعيات أحمد الدان وخلال حديثه مع «الشعب»، توقع مشاركة كبيرة للشباب في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، بسبب ما سماه تحمسهم للدخول إلى عالم السياسة من أجل التعريف بمشاريعهم وبرامجهم للعامة المتعطشة للتغيير، مضيفا: «بعد الحراك الشعبي الشباب أصبح متحمساً للعمل السياسي والدليل على ذلك تقديم عديد الشباب طلبات اعتماد أحزابهم». واعتبر الرجل الثاني في التشكيلة السياسية التي يقودها المترشح لرئاسيات 2019 عبد القادر بن قرينة، العدد الكبير لطلبات الاعتماد، دليلا على رغبة الشباب في الاكتساح من أجل تقديم الأفضل، متابعا: «الشباب اليوم بدأ ينضم إلى تكتلات مجتمعية لها توجهات سياسية وسنشهد على تشكيل عديد القوائم الحرة في الانتخابات المقبلة». في هذا الصدد، انتقد المتحدث دعم السلطة ماديا للشباب المترشح بنسبة 50٪ في قوائم حرة دون الشباب المتحزب، مضيفا: «قد نعتبر هذا نوعا من المزايدة السياسية والحكومة أخطأت في هذا القرار، لأن الشباب المتحزب هو كذلك جزائري ويحتاج إلى دعم من أجل أن يشارك في العملية السياسية».