أكد المجاهد العقيد الطاهر زبيري أن النضال الحقيقي مغروس في الشعب الجزائري، الذي رغم سنوات الجمر التي عانى منها طوال قرن وثلاثين سنة، إلا أنه لم يفقد الأمل ولم يستسلم وواصل الكفاح في وجه الاحتلال الفرنسي الغاصب حتى الاستقلال. أحيت بلدية الكالتوس أول أمس، في إطار الاحتفال بالذكرى الرابعة والخمسين لاندلاع الثورة التحريرية، وبالتنسيق مع متحف المجاهد للرغاية ندوة تاريخية كرمت خلالها قائد المنطقة الأولى المجاهد العقيد الطاهر زبيري، والمجاهد والمناضل صالح بن قبي بالإضافة إلى عدد من المجاهدين، الذين لم يكتفوا بتحرير الجزائر بل ساهموا في بنائها. ورغم الظروف الصحية التي يعاني منها الطاهر الزبيري لكنه لم يأب إلا أن يشارك الشعب الجزائري الاحتفال بهذا اليوم العظيم، وهو أول نوفمبر الذي خرج فيه الشعب الجزائري من لغة الحوار إلى لغة السلاح، حيث ذكر بأعمدة الثورة الجزائرية أمثال مصالي الحاج، ابن باديس، فرحات عباس ومصطفى بن بولعيد الذي رغم ثرائه حسب ذات المتحدث لم يفكر يوما في التخلي عن القضية الجزائرية التي كلفته حياته، مشيرا إلى أنه التقى بالشهيد بن بولعيد بسجن قسنطينة، أين حكم عليهما بالإعدام، قائلا: ''إيماننا بالاستقلال وشعورنا بالمسؤولية دفعنا إلى مواصلة الكفاح رغم قلة الإمكانيات''، مضيفا أن المناضل كان هدفه توعية الشعب الجزائري الذي كان أجنبي في بلده، وأشار إلى أن الشعب لم يتردد في الكفاح، لأنه كان يرى أن الجهاد واجب، كما أوضح أن هدفه الوحيد هو تبليغ الرسالة للجيل الجديد واطلاعهم على تجربته التي يجب أن يقتدى بها، وفي الأخير تأسف الزبيري واعتذر من الحضور لأن تقدمه في السن جعله ينسى أمورا كثيرة . ومن جهته، أشار المناضل صالح بن قبي إلى أن الكفاح لم يبدأ من أول نوفمبر بل بدأ منذ أن وطأت فرنسا أقدامها في الجزائر، ودعا الجيل الجديد إلى مراجعة التاريخ والتمعن في معانيه لاستخلاص العبر، مشيرا إلى أن الجزائر اليوم تعاني من مشكل عويص والمتمثل في الفهم الخاطئ للتاريخ.