أحيت المنظمة الوطنية للمجاهدين أول أمس ذكرى اجتماع الستة التاريخيين في بيت المناضل المرحوم مراد بوكشورة بالرايس حميدو، وحضر اللقاء جمع غفير من المجاهدين والمجاهدات إضافة إلى عدد من المؤرخين والكتاب، فيما وصل عدد البلديات المشاركة في هذا اللقاء 57 بلدية كلهم أبوا إلا أن يكونوا ضمن الوفود المشاركة للوقوف إلى جانب أبرز محطات هذا اللقاء الذي يعتبر أهم اللقاءات بصفته المحدد الرئيسي والفعلي لاندلاع ثورة نوفمبر 1954 . وقبل إبراز الوفد الرسمي لأهم محطات هذا اللقاء التاريخي أبى المشاركون من مجاهدين ومجاهدات وأبناء الشهداء أن يزوروا البيت الذي احتضن اجتماع الستة وكان ذلك مشيا على الأقدام من بلدية رايس حميدو. وألقى مصطفى زرقاوي الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين كلمة بالغرفة التي اجتمع فيها كل من محمد بوضياف، مصطفى بن بولعيد، ديدوش مراد، كريم بالقاسم، رابح بيطاط، والعربي بن مهيدي، وقال فيها: ''إن هذه الغرفة المباركة شاهدة على اجتماع القادة الستة وفيها كان التداول على مصير الشعب الجزائري وفيها حددت الساعة واليوم لاندلاع الثورة المجيدة''. وواصل الجمع مسيرته ليصل إلى النصب التذكاري المخلد لذكرى 23 أكتوبر ليتم وضع إكليل من الزهور وقراءة الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء الأبرار. وكان لمصطفى زرقاوي شرف افتتاح الندوة مستهلا حديثه بنضال صاحب البيت مراد بوكشورة الذي أفنى شبابه في خدمة المنظمة السرية وتعبيد الطريق لقادة الثورة قصد الاجتماع في بيته ليكتسب ثقة هؤلاء ليلقب بالرجل السري، لتحال الكلمة بعدها إلى الأمين العام لمنظمة المجاهدين سعيد عبادو الذي ذكر الحضور بالأوضاع الصعبة التي كان يعيشها المجاهدون، منوها بشجاعة القادة الستة في اتخاذ القرار الحاسم والصائب في آن واحد مستدلا بذلك باستقلال الجزائر. كما انتقد عبادو الحملات الشرسة التي تتعرض إليها الجرائر من الخارج، واعتبر أن إحياء مثل هذه الذكريات هو أحسن دليل للرد على هؤلاء. كما دعا الأمين العام لمنظمة المجاهدين إلى دراسة تاريخ الثورة وكفاح الجزائريين ومعرفة أن الشعب الجزائري لم تكن لديه أبدا القابلية للاستعمار، مضيفا ''كنا نناضل في الجبل ولا ندري إن كنا سنعيش الاستقلال أم لا ولا ننتظر تزكية من أحد وهذا واجبنا'' . وعلى هامش الندوة أكد العقيد وقائد الولاية الرابعة التاريخية يوسف الخطيب ل ''الحوار'' أن اجتماع الستة هو بمثابة الانطلاقة الفعلية للثورة وهو امتداد لاجتماع 22 في المرادية الذي شهد بعض الاختلافات، فالقادة الستة اجتمعوا وقرروا وانصرفوا إلى نواحيهم العسكرية ليطبقوا ما اتفقوا عليه. للتذكير فإن يوسف الخطيب كان قائدا للولاية الرابعة برتبة عقيد وهو الطبيب الذي فضل الالتحاق بالكفاح المسلح حاملا اسم '' سي حسان ''وهو الاسم الذي يفضل رفقاءه في الكفاح مناداته به حتى الآن.