يبدو أنّ الفضاء الأزرق أضحى بديلا اقتصاديا عوض اللوحات الإشهارية «الزرقاء»، فحضور الملصقات على هذه اللوحات في ورقلة محتشم، ويعرف تراجعا كبيرا بالمقارنة مع السنوات السابقة. لدى وقوف «الشعب» على عدة نقاط مخصصة للوحات الاشهارية التي في إطار الحملة الانتخابية، لوحظ وجود عدد قليل جدا من الملصقات، في حين غابت ملصقات الكثير من المترشحين في قوائم عن الأحزاب والقوائم المستقلة، والتي بلغ تعدادها الإجمالي 34 قائمة، منها 14 قائمة حرة و20 قائمة حزبية تم تخصيص 146 مساحة من طرف الجماعات المحلية وضعت في صالح عرض الملصقات الإشهارية للمترشحين، عبر مختلف بلديات الولاية ورقلة، حسب معلومات المندوبية الولائية للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات. وهذا ما انعكس بشكل واضح على ظاهرة اللصق العشوائي في واجهات المحلات والأماكن العامة والفضاءات غير المرخص باستغلالها للدعاية الانتخابية التي شهدت تراجعا نوعا ما، حيث اقتصرت هذه الظاهرة على مناطق معينة وسجلت نقصا في أخرى. وحسب استطلاع آراء عدد من المترشحين حول أسباب تراجع الاهتمام بهذا النوع من أساليب الدعاية الانتخابية، أجمع المتحدثون أن قلة الإمكانيات المالية كانت وراء ذلك بالدرجة الأولى، حيث أن طبع الملصقات وتوزيعها ولصقها عبر اللوحات الاشهارية المتواجدة عبر الولاية يتطلب ميزانية كبيرة، قد لا تتوفر لجميع المترشحين، خاصة في القوائم المستقلة حسب كثير منهم في حديث ل «الشعب». وأكّد مترشّحون أن اللوحات الإشهارية كأسلوب دعائي تقليدي تبقى مهما، لكنهم فضلوا عدم التركيز عليها كثيرا، لأنهم وجدوا في «فيسبوك» بديلا اقتصاديا أكثر نجاعة وسرعة في الانتشار، معتبرين أن الأدوات الحديثة، أصبح يعول عليها كثيرا بمقابل الطرق التقليدية، نظرا لانتشارها الواسع. وبهذا الصدد، ناشد مترشحون بضرورة مواكبة تطور أساليب دعائية حديثة التي توفرها منصات التكنولوجيا الجديدة، من أجل اقتصاد الورق والجهد والقضاء على ظاهرة الإلصاق العشوائي للملصقات وما يتسبب فيه من تشويه للفضاءات العامة وواجهات المدن. ناهيك عن أن الكثير منهم فضّل العزوف عن استغلال مساحاته عبر هذه الفضاءات، نظرا لغياب ثقافة الاستغلال الجيد لهذه اللوحات الإشهارية واحترام المساحات المخصصة لكل مترشح، مشيرين إلى أن الكثير من الملصقات تم طبعها رغم محدودية الموارد المالية، ولكن بعد فترة تم تمزيقها ولصق ملصقات لمترشحين آخرين فوقها أواستخدام المساحة المخصصة للقائمة المترشحة من طرف قوائم أخرى، كما أن بعض اللوحات الإشهارية في مناطق متفرقة تم استغلالها كاملة لفائدة مترشح واحد.كل هذه الأسباب، دفعت ببعضهم إلى تأجيل الاهتمام في هذه الفترة بالملصقات الإشهارية إلى غاية الأسبوع الأخير من الحملة، حيث أكدوا أنهم يرجحون الاهتمام أكثر باستغلال مساحاتهم عبر هذه الفضاءات خلال الأيام الأخيرة من عمر الحملة الانتخابية. كما أكّد البعض الآخر، أنّ استغلال هذه اللوحات يبقى مرتبطا بالإمكانات المادية لكل مترشح، حيث أن المترشحين الذين يملكون موارد مالية كافية يمكنهم استغلال مساحاتهم ومساحات غيرهم وحتى إذا طال ملصقاتهم التمزيق، فإنهم قادرون على طبع أخرى وإلصاقها، على خلاف اخرين تبقى إمكاناتهم المادية محدودة، والذين تتضرر ميزانياتهم كثيرا جراء هذه الظواهر السلبية، الأمر الذي دفعهم إلى العزوف عن استغلال هذه الوسيلة. لذلك فإنّ «فيسبوك» حسبهم، فضاء يجعل كل المنافسين على درجة واحدة من المنافسة التي تغيب فيها الفروقات المادية، وتحضر مناقشات البرامج ومدى صلاحية المترشحين ودرجة قبولهم لدى الناخب المحلي، وعلى هذا الأساس لجأ الكثير من المترشحين إلى إنشاء صفحات خاصة وتوسيع تواجدهم عبر هذا الفضاء في أسلوب استراتيجي جديد.