في فصل جديد من فصول الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، على خلفية قضايا مرتبطة بقضية الصحراء الغربية، قال مسؤول حكومي أمس في مدريد»إن إسبانيا تدرس إلغاء اتفاق يسمح بالمرور دون تأشيرة من المدن المغربية إلى جيبي سبتة ومليلية. ذكرت وزارة الخارجية، أن خوان جونزاليس باربا الوزير المسؤول عن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي قال الخميس خلال زيارة لسبتة «تدرس الحكومة.. إلغاء النظام الخاص»، وأضاف «ستُطبق ضوابط الحدود حينها على الحدود مع المغرب». وعلى مدى أعوام كان بإمكان المغاربة من البلدات المحيطة بالجيبين دخولهما دون تأشيرة، لكنها تكون مطلوبة عند السفر إلى إسبانيا أو بقية أنحاء منطقة شنغن المعفية من التأشيرات في أوروبا جوا أو بحرا. وفي الشهر الماضي سبح نحو ثمانية آلاف شخص أغلبهم قصّر، نحو سبتة أو تسلقوا السياج الحدودي لدخول الجيب بعدما خففت السلطات المغربية القيود على الحدود في خطوة جرى ربطها على نطاق واسع بخلاف يتعلّق بالصحراء الغربية المحتلة. يأتي التصعيد الإسباني اتّجاه المغرب، بينما أعلنت واشنطن موقفها الرسمي بشكل غير مباشر من قضية الصحراء الغربية، حيث أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، أن إدارة بايدن لا تواصل سياسات الرئيس السابق دونالد ترامب بشأن القضية الصحراوية والشرق الأوسط. في حين دعت موسكو لبدء المفاوضات بين طرفي النزاع، وبالموازاة أدان البرلمان الأوروبي سياسات الرباط الاستفزازية. تغيير في المقاربة الأمريكية أزاحت واشنطن بعض الغموض حول موقفها من قضية الصحراء الغربية وأعلنت موقف إدارة البيت الأبيض بقيادة الرئيس بايدن بعد ستة أشهر من توليه منصبه، حيث أبرزت وزارة الخارجية الامريكية، أن المقاربة الامريكية فيما يتعلق بالقضية الصحراوية قد عرفت «تغييرا» من طرف ادارة الرئيس جو بايدن. وصرّح الناطق باسم وزارة الخارجية الامريكية نيد برايس «ليس لدي ما أعلنه في الوقت الحالي لكنني أعتقد أنه إذا نظرتم إلى الصحراء الغربية في اطار المقاربة الأوسع للمنطقة، والتي تبنتها الإدارة السابقة في سياق اطار اتفاقات (إبراهام)، فإننا نلاحظ هنا «نوع من الفرق في المقاربة». وفي رده على سؤال حول الكيفية التي تعتزم بها إدارة بايدن التوفيق بين الرسالة الخاصة بعودة التعددية، وقرار التمسّك حتى الآن بقرار دونالد ترامب اعترافه بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية، أوضح برايس أن إدارته «تتشاور مع الأطراف بخصوصية حول أفضل طريقة لإنهاء العنف، و للتوصل الى تسوية دائمة». وأضاف «ليس لدي أي شيء آخر لأعلنه في الوقت الحالي، لكنني بالتأكيد أرفض التوصيف بأن هناك استمرارية، بما في ذلك ما يتعلق بمقاربتنا ازاء المنطقة منذ الإدارة الأخيرة». وكان رئيس الدبلوماسية الأمريكية أنتوني بلينكين قد أكد خلال اجتماع عقده في نهاية مارس المنصرم مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس، دعم الولاياتالمتحدة للمفاوضات السياسية «بهدف حل النزاع في الصحراء الغربية، داعيا إياه إلى الإسراع في تعيين مبعوث شخصي للصحراء الغربية». رفض قطعي وتؤكد تصريحات الخارجية الأمريكية أفعال واشنطن منذ مدة حيال الملف الصحراوي، حيث لم تظهر إدارة بايدن الكثير من القبول للمحاولات المغربية الرامية إلى إبراز اعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بسيادة المغرب على الصحراء الغربية كما وعد ترامب من قبل. ولم تساير المحاولات المغربية لتنظيم مناورات «أسد أفريقيا 2021» العسكرية في الأراضي الصحراوية المحتلة على الرغم من دعاية الحكومة والجيش المغربيين حول تنظيم جزء منها في منطقة المحبس المحتلة. موسكو تدعو للمفاوضات من جهتها أكدت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن موقف موسكو من قضية الصحراء الغربية «لم يتغير إذ لا يمكن التوصل إلى تسوية نهائية وعادلة إلا على أساس تنفيذ القرارات ذات الصلة الصادرة عن الجمعية العامة ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في إطار الإجراءات المتوافقة مع مبادئ وأهداف ميثاق الأممالمتحدة». وأوضحت المسؤولة الروسية خلال مؤتمر صحفي بموسكو أن إعلان الرئيس السابق للولايات المتحدة دولاند ترامب الاعتراف بالسيادة المغربية المزعومة على الصحراء الغربية، يقوض الإطار القانوني الدولي المعترف به لتسوية النزاع، والذي ينصّ على تحديد الوضع النهائي لهذه الأراضي من خلال استفتاء برعاية الأممالمتحدة «. وشدّدت المسؤولة الروسية، أن استئناف المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو بوساطة الأممالمتحدة وتعيين مبعوث جديد من شأنه أن يسهم في تحريك عملية السلام في الصحراء الغربية. مدريد تتمسّك بموقفها وفي خضم الأزمة الدبلوماسية بين مدريدوالرباط. أوضحت وزيرة الشؤون الخارجية الاسبانية أرانتشا غونثالث لايّا، أن موقف بلادها فيما يخصّ الصحراء الغربية ومسار تصفية الإستعمار الذي لم يكتمل بعد يستند إلى سياسة الدولة، يبقى ثابتا ولم يعرف تغييرا، وذلك لسبب بسيط، على اعتبار أنه ينسجم مع مبادئ ثابتة لا يمكن التخلّي عنها، مثل تعدّد الأطراف وإحترام الشرعية الدولية. البوليساريو تشيد وجاءت مواقف مدريدوواشنطن، وموسكو تزامنا مع مصادقة البرلمان الأوروبي، على لائحة تندّد بممارسات المغرب بخصوص الهجرة. وأعربت ممثلية جبهة البوليساريو بأوروبا والاتحاد الأوروبي عن ارتياحها للقرار الهام الذي صادق عليه البرلمان الأوروبي والذي يعبر عن رفضه الواضح لممارسات المملكة المغربية واستخدامها للقصّر كسلاح سياسي ضد إسبانيا وتهديد حدودها، وأيضا القطيعة مع الإفلات من العقاب تجاه تصرفات المغرب. ووصفت البوليساريو في بيان لها تلقت «الشعب»، نسخة منه القرار بالمهم للغاية، لكونه بالدرجة الأولى يجعل البرلمان الأوروبي منسجمًا مع القانون الدولي، ويذكر المغرب بمسؤولياته الدولية التي فشل فيها بشكل واضح. مؤكدة أن قرار البرلمان الأوروبي أعاد التأكيد على موقفه من الصراع بين المملكة المغربية الجمهورية الصحراوية التي لا تزال أجزاء كبيرة من أراضيها تحت الاحتلال، وبأن حل النزاع المذكور لا يمكن أن يكون إلا في إطار القانون وإمتثالا لقرارات الأممالمتحدة.